أنانية
أنانية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
مجلة الحوادث لندن
رسائل إلى المحرر
رقم العدد / 2455
الجمعة / 21 / ت٢ / 2003
عندما ميز الله الأنسان عن باقي المخلوقات في هذا الكون أعطاه العقل لكي يفكر ويتدبر أموره بالطرق الصحيحة والشرعية البعيدة كل البعد عن الخداع والاضاليل والشرور .
« حسيب » أنسان موجود في مجتمع ما في هذه الدنيا المترامية الأطراف ، أقل ما يقال عنه أنه يجمع كل صفات السوء والشر والحقد في شخص واحد ، يحمل كل هذه الامور مجتمعة في قلبه وعقله وتفكيره على الدوام .
إذا جلس في مكان ما وتحدث تنظر إليه بأعجاب فهو يحاول الإيحاء للموجوديين بأنه رجل علم وأدب وتاريخ ، ولكن ماذا يضمر في داخله ؟
لا أحد يعرف على وجه التحديد وكأني بالشاعر الذي قال هذه الأبيات من الشعر :
( يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب ) .
كان بالتأكد يتحدث عن حسيب هذا ، والأسلوب المراوغ الذي يميزه عن غيره من أبناء البشر ، علماً ان فصيلة هؤلاء الناس منتشرة بكثير في كافة المجتمعات وهي تنمو كالفطر في جنبات كل مجتمع ، بغض النظر عن الزمان والمكان .
حسيب أنسان ( ولا أدري إذا كان يجوز لي أطلاق كلمة إنسان عليه ، لان أبسط مقومات الإنسانية أن يحافظ المرء على إنسانيته الحقة في التعامل مع الآخرين ) ، تعوّد دائماً على الأخذ والإستفادة بأكبر قدر ممكن مما عند الغير ، كلمة عطاء يبدو أنها سحبت أو تبخرت من قاموس تعامله مع باقي البشر ، يطلب دائماً المزيد من الآخرين وهو غير مستعد للعطاء ولو قيد أنملة ، فهو أعتاد على هذا الأمر وكانت نشأته منذ البداية قائمة على مبدأ أناني وخاطيء يقول بمفهومه هو طبعاً بأن ( أكسب قدر المستطاع من الآخرين ولا تعط أي شيء من جانبك ) ، أنه أمر بمنتهى الأنانية إذا صودف في أحد المرات ، في مجتمع ما أو جلسة خاصة ، تراه جلس بكل خبث وبدا كالطاووس الذي ينفش جناحيه ، وما نعرفه أن الأخير يعتز بالألوان الجميلة التي يحملها على جناحيه بينما حسيب يحاول وبذكاء مصطنع ، الإيحاء أنه وحيد عصره ، وانه قادر على أن يجيب على أي سؤال في أي موضوع كان .
هو متملق يصطنع ضحكة خبيثة هكذا حاله دوما ، يوحي لك بان تعطيه ثقتك ، فإذا كنت طيب القلب وصادقاً ينقض ويتصرف بكل دهاء وخبث ليحصل على الهدف الذي رسمه مسبقاً في خياله .
أنه الإنسان الذي لا تستطيع أن تأتمنه على شيء مهما كان هذا الشيء على كافة الصعد .
المشكلة الكبرى من ضمن المشاكل التي نعيشها في عصرنا هذا ، هي الحياة السريعة والصعبة التي يعيشها الفرد منا ولا سيما في بلاد الغرب ، حيث تطغى المادة والمال على كل شيء في هذه الحياة وكل هذه العوامل مجتمعة تسمع لحسيب وأمثاله بالتكاثر في أي مجتمع كان ، أمثال حسيب هذا المال هو ربهم الأعلى ، والمال هو تمثالهم الذي يسجدون له وهم مستعدون لفعل كل الاشياء في سبيل هدف واحد وأكيد وهو الكسب وليس مهماً إذا كان ذلك حلالاً أو حراماً .
المشكلة والمأساة لدى بعض الناس ، أن أنفسهم تاهت في طرق وشرور الملذات والأمور المحرمة ، المهم عندهم هو الكسب والكسب فقط .
أحياناً كثيرة تتعرف إلى احد ما في أي مجتمع كان ، يبدأ هذا الشخص بالحديث فتجد في كلماته نوعاً من الحسد أو النميمة وهما إذا ما وُجدتا في أي أنسان فإنهما تقودان إلى الدمار والهلاك .
فالحسد آفة خبيثة إذا ما تملكت أي شخص فإنها تؤدي به إلى أبشع الدروب وما أعظم القول المأثور : ( لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله ) .
والنميمة هي الأخرى شر من الشرور ، فالنمام أنسان أعار قلبه ولسانه للشيطان ليتحكم به كما شاء .
قمة الإنسانية في هذه الحياة أن يحافظ الإنسان على قلبه ولسانه ليعطي الحب من قلبه والحق من لسانه .
فهل يفعلوا ؟؟
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
السبت 3 أب 2013