أنه يوم آخر
أنه يوم آخر
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
اليوم هو الاثنين السابع من شهر كانون الأول 2009 انطلق بسيارته في ذلك الصباح البارد والباكر في آن معاً ، سار بتلك السيارة وهو نفسه لا يعرف وجهة طريقه أدار جهاز الراديو صدح المطرب القدير بصوته الشجي الرهيب :
خمرة الحب إسقينها…
هم قلبي تنسينه ….
عيشة لاحب فيها …
جدول لا ماء فيه …
جدول لا ماء فيه ….
وانطلقت بعد هذا المقطع الموسيقى الشرقية الساحرة والمميزة الى ابعد الحدود ، كلمات تلك الاغنية بذلك الصوت الهادر والمتمكن في اداء القدود الحلبية التي ترافقت مع منظر السهول الكنديه على جانبي الطريق .
لا بّد من فنجان من القهوة الطازجة لكي يعدل مزاجه في أولى ساعات هذا النهار الآخر من نهارات وأيام غربته المريرة في هذه البلاد الغربية والكندية تحديدا .
وصل الى ذلك المقهى الذي يقع على المدخل الرئيسي للمركز التجاري والرئيسي في تلك المدينة ، الازدحام للحصول على القهوة شديد الكل يريد الحصول على قهوة الصباح قبل المباشرة في العمل لذلك النهار الجديد من هذا الشهر المزحم بالمناسبات والاعياد وهذه الايام تحديداً الازدحام الكبير ولا سيما على بعد ايام قليلة تفصلنا عن عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة 2010 .
حصل على فنجان من القهوة السوداء فقط لا وجود فيها للحليب او السكر بل فقط نكهة القهوة السوداء الحقيقية ، وتوجه ليجلس على احدى الطاولات التي غادر الاشخاص الذين كانوا يجلسون حولها ذلك المكان المزدحم للتو .
كل الطاولات في ذلك المكان كانت مليئة بالزبائن اغلب الحضور هم من كبار السن ، كانوا رجالاً ونساءً من الذين يأتون الى هذا المكان في كل صباح لممارسة رياضة المشي داخل الممرات الكبرى لذلك المركز التجاري الكبير وعلى وقع الموسيقى المنبعثة من مكبرات الصوت الموجودة في أعلى سطح المركز التجاري المُغطى بالزجاج السميك بحيث تستطيع رؤية السماء وانت تسير داخل ذلك المركز .
على الطاولة المجاورة له جلس اربعة رجال عرب وعلى الرغم من ان ضجيج الأحاديث الجانبية كان يطغى على المكان الا ان الحديث وبصوت مرتفع لأولئك الرجال لفت نظر بعض الحضور اليهم بسبب حديثهم وبصوت مرتفع وعالٍ جداً مما آثار بعض الانتباه ، كان حديث عام عن هذه الحياة بشكل عام .
جلس في احدى زوايا المقهى وفتح الجريدة اليومية لتلك المدينة التي يعيش فيها قرأ عنوانها الرئيسي والعناوين الباقية على الصفحة الأولى وتابع الأمر على الصفحات الداخلية للجريدة طلبت سيدة بالقرب منه ان تلقي نظرة على احد أقسام الجريدة ، صفحة تعني بالنباتات والمزروعات التي توضع داخل المنازل ولاسيما في مثل هذا الطقس البارد والقارس من السنة أعطاها ما طلبت ، واجال بنظره الى داخل ذلك المقهى الذي يشهد حركة كبيرة لأشخاص من كل الأعمار .
اعُلن عبر المذياع ان معظم المحلات التجارية داخل المركز التجاري ذاك قد فتحت أبوابها اعتباراً من هذه اللحظة .
نظر الى ساعة يده انها التاسعة والنصف تماما عليه ان يغادر المكان ليكون في العاشرة الا الربع في عيادة طبيب العائلة لمراجعته بأمر ما .
عندما نظر الى خارج المقهى عبر الشباك الزجاجي فوجئ بالثلوج الكثيفة تتساقط وبشكل كبير وكثيف انه موسم الثلوج اذن ، تلك الثلوج التي يعيش سقوطها وشدة برودتها للسنة العشرين على التوالي ، ساعة حّط الرحّال في هذه البلاد البعيدة جداً عن الوطن الحبيب والأهل الأعزاء وبعض الاصدقاء الأوفياء الكرام .
يوم أخر يسجل في روزنامة غربته البعيدة تلك .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاحد 8 أيلول 2013