الحوار الصادق البنّاء

0
الحوار الصادق البنّاء
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد – 2235
الجمعة 3 أيلول  1999
لعله من المسلّمات في هذه الحياة التي نحياها ان ندرس وندقق في كل خطوة نريد أن نقدم عليها ، مهما كانت طبيعة هذه الخطوة ونوعها .
قد ترى أحياناً كثيرة ويرى غيرك أيضاً بأن عملا ما هو موضع للسؤال عن نتيجة هذا العمل أو الفوائد التي ستنتج عنه ، ولا سيما إذا كان هذا العمل يتعلق بمجموعة من الأشخاص أو عمل لجالية عربية في مدينة غربية ما  .
ليس  عيبا ان يقف الإنسان ويقول على الملأ اني أخطأت أو لم أقم بهذا العمل المفترض بي القيام به بالشكل المنطقي والموضوعي ، بل يكمن العيب في ان يستمر هذا الانسان نفسه بتكرار الأخطاء تلو الأخرى والتجارب الفاشلة ويصر على القيام بعمله مع العلم انه يدرك علم اليقين انه نفسه غير مقتنع بماذا يفعل ، ولكنه يستمر في غروره وفي سبيل مركز ما أو شهرة عابرة !
 في مجتمعاتنا  العربية سواء المقيمة في الوطن العربي أو الموجودة ضمن الجاليات العربية المنتشرة في كل مكان ، يحدث أننا نبتلى احيانا بأشخاص يقدمون انفسهم على أنهم دعاة خير وعمل طيب ومفيد  ، ولكن داخل اولئك  الاشخاص  تكمن كل العقد  والعقبات  بكل اشكالها  وانواعها  .
ولكن مع الأسف الشديد نكتشف وعند حدوث اي مسألة بسيطة بأن وجودهم على رأس اي عمل ، ما هو الا لمجرد البروز والزعامة والإصرار على ان يسبق أسماءهم القاب وشعارات لا تسمن ولا تغني عن جوع !
تتقدم من هؤلاء البشر تقول لهم لنتحاور والغلبة تكون لمن يثبت بأنه صادق النية ولديه فعلا النية الطيبة في تقديم أعمال تعود بالنفع على كل أفراد الجالية ، ولا تجد الجواب تراهم ينفخون بأنفسهم ويتحدثون عن انفسهم ويتزعمون المناسبات ويحتلون الصفوف الأمامية جالسين كالطواويس التي تتباهى بأجنحتها ، تراهم تماماً كالطبول أحجام كبيرة ومنمقة  ولكن الداخل فارغ من المحتوى ، ضعيف !
ان الحقيقة تكون احيانا جارحة ومؤلمة ولكن هذا هو بكل أسف بعض ما نعانيه كعرب مهاجرين الى هذه البلاد  الغربية  وفي اماكن عديدة  تيضا  حسب ما اعتقد  واستطيع ان اجزم في هذا الامر ايضا  .
 أنا أحب أن أفرق وأميز بين شخص أعطاه الله تعالى حب الخير للناس وخصوصا أبناء لغته ووطنه العربي من المحيط الى الخليج ، خدم الناس دون أي منّه أو رياء هدفه واحد في هذا الحياة .
علينا  جميعا ان نكون متكاتفين متضامين على السراء والضراء ولا سيما في غربتنا المؤلمة هذه .
حريَ بكل واحد منا ان يتحمل مسؤوليته في المساهمة في جمع الشمل ورصَ صفوفنا لأن يداً واحدة لا تصفق مثلما يقولون ، أذن نحن بحاجة لجمع كل القدرات والاعتناء بكل الكفاءات للوصول الى جالية عربية واحدة وموحدة تستطيع ان تحصل على حقوقها كاملة دون اي نقصان أسوة بما تناله باقي الجاليات الأخرى من حقوق مكتسبة يوفرها القانون الكندي بكل حرية للمطالبين بها ولمستحقيها !
 تعالوا نجلس الى طاولة الحوار ، لنتحاور وليعطي كل إنسان رأيه في كل ما يجري .
 انه لمن المعيب والمخزي حقاً الطريقة التي تُدار بها الامور وكأن الناس لا رأي لها في أمور تهمها وتتعلق بحياتها اليومية في مسيرة هذه الجالية .
ليتنازل كل واحد عن عنفوانه في سبيل المصالحة العامة ، لان الإصرار على الرأي وعدم سماع الآخرين يصبح أنانية وعدم احترام لمشاعر باقي البشر ، وتهميش دورهم والتعامل معهم بكل سلبية .
مشكلة المشاكل عند بعض الناس   في  الاغتراب  انها حضرت الى هذه البلاد  وحملت معها  في  حقائب  ثيابها   عقلية  غريبة وعجيبة وعادات  وامور  لم تعد تنفع  في  اسوأ المجتمعات الانسانية  تخلفا وجهلا  فما بالك  بهذه المجتمعات   الحاضرة هنا  ؟؟
أعود وأكرر تمنياتي لهذه الجالية بأن تسودها المحبة ووحدة الرأي والموقف من كل شيء ، وان نتحلى جميعاً بروح المسؤولية والوعي حتى لا تجمعنا المصائب فقط ، وهو ما يحصل على الدوام  إذ ترانا وعند حصول أي حالة وفاة أو حادث معين نجتمع ونتوحد وعند انتهاء الأمر يذهب كل أنسان الى منزله .
دعونا نعيش انسانية الانسان داخل كل فرد منا وحسب  ، وبعدها تهون كل الامور  وتحل كل المشاكل والتعقيدات  مهما  كثرت وتعددت  .
الله محبة وسلام   على الدوام  .
                                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                       الخميس    23     أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x