العرب والمال
العرب والمال
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
رقم العدد 2041
أثناء مطالعتي لإحدى الصحف العربية المهاجرة « اذا جاز التعبير» مر أمامي خبر صغير يحتل زاوية احدى الصفحات فرجعت اليه مسرعاً كمن يسترجع مشهداً في فيلم يشاهده .
الخبر بكل بساطة يقول ان صندوق النقد العربي على لسان مديره العام اعلن ان الأموال العربية الموظفة خارج الوطن العربي هي بحدود 600 مليار دولار وفي لغة الأرقام التي ( أجهلها تماماً وأحس بكره شديد لكل ما يتعلق بالأرقام والحسابات المبلغ يعادل 600 بليون أو 6000 آلاف مليون دولار فقط لا غير !!
انه لعمري أمر محير يجعل المرء العربي العادي يصاب بحالة من الإحباط النفسي الدائم لان معظم هذه المبالغ الطائلة هي موجودة خارج الوطن العربي ، وطبعاً تستفيد منها دول ومصارف غير عربية وبالطبع لا احد يدري كيف وأين توظف هذه المبالغ الكبيرة ! ولمصلحة من ؟! وفي سبيل ماذا ؟
ويتبادر الى الذهن على الفور سؤال تلقائي ماذا كان حال الدول العربية مجتمعة لو وظفت هذه الأموال في مشاريع واستثمارات داخل الوطن العربي ؟؟
هل كانت معظم الدول تنوء تحت ضغوط الديون والقروض والتي هي الوسيلة المتاحة من قبل الدول الكبرى والصناعية على فرض سيطرتها وتمرير مشاريع وأمور سياسية مشبوهة على الدول النامية والفقيرة وذلك تحت حجة الديون والحاجة ؟؟
هل وهل ؟ أسئلة كثيرة تراود المرء في هذا المضمار ، قد لا يتمكن بسهولة من إيجاد اجوبه لها .
وأظن ان الدول العربية قاطبة بحاجة لمشاريع على كافة صعد الحياة الاقتصادية والزراعية والتنموية وما الى ذلك ، فلماذا تجمد هذه الأموال وتوظف في المكان غير المناسب فيما معظم الدول العربية تقريباً تنوء باحمال الديون وما يترتب على هذه الديون من فوائد عالية ؟؟
ما يؤلمني ويحز في نفسي ان الشعب في بلال الغرب هنا ينظرون الى الانسان العربي على انه انسان ثري يملك النفط ، يقود افخر أنواع السيارات ويلبس افخر أنواع الملابس والحقيقة ان نسبة قليلة من الشعب تتميز بهذه الأوصاف على صعيد عام
ككل .
المطلوب من الجميع وقفة مع الضمير والذات لمعالجة وإعادة النظر في مسألة حساسة ومهمة كهذه القضية والمتعلقة بمليارات الدولارات الموجودة خارج الوطن العربي فيما الحاجة الماسة تدعو لان تكون هذه الأموال ضمن الدول العربية لإقامة المشاريع الهادفة الى تحسين أوضاع الدول العربية الاقتصادية وفي شتى المجالات لمجاراة هذه النهضة الاقتصادية في كل أرجاء العالم .
لا ننسى أننا على ابواب العام 2000 وما يعنيه ذلك من وجوب استعدادنا لان نطل على القرن المقبل بكل روحية علمية يكون الانسان فيها هو المحور والأساس ، لانه بلا وجود لهذا الانسان لا وجود لهذا العالم الذي وحده الله تعالى يعرف الى اين سائر ؟
وسط هذه الأسئلة المحيرة لا بد ان نقف مجدداً ونتخيل مبلغاً كبيراً بحدود 2000 مليار دولار ماذا يمكن ان يغير لو تم صرف جزء بسيط من هذا المبلغ وليس كله على المشاريع العربية التي هي بأمس الحاجة الى الدعم المالي لتكون على مستوى راقي من الكمال والجودة .
حالتنا كعرب اصبح يرثى لها ، والى متى كل هذا الإحباط ؟ اما أن لهذا الليل الطويل ان ينجلي ؟!
فتشت في بواطن الكتب لأجد وصفاً لحالنا الحاضر فلم اجد اجمل من قول ذلك الشاعر :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول !
على الخير والمحبة والسلام نلتقي دوما ، الى لقاء اخر .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاحد 9 حزيران 2013