الغاية تبرر الوسيلة
عندما تصبح نزعة الشر والتخريب متأصلة في الحياة أي كائن بشري تتحول حياة ذلك الشخص برُمَتها إلى مجموعة من التناقضات والأمور الشريرة الهدامة التي تجعل من صاحبها شخصا متهورا وفاقدا للحس الإنساني العام .
بطل قصتنا هذه هو شخص مزاجي ومتهور يجمع في شخصيته العجيبة كل التناقضات همه الأوحد جمع المال فقط أكان من حلال أم حرام ، فشعاره الذي اتخذه عنوانا لحياته ككل هو : الغاية تبرر الوسيلة (ما دمت تستطيع أن تحصل على المال من أي مكان فبادر إلى ذلك ) !!
هذا هو منطقه وهدفه الأوحد من هذه الحياة .
لا يهتم لشيء .. لا لرضى الله ولا لحديث الناس ، عنده أسلوب رهيب وعجيب في تبرير السرقة التي يقوم بها .
قصصه وبطولاته التي يسردها هو نفسه لا تعد ولا تحصى ، تسمع عنه أمورا وحكايا اغرب من الخيال ، مرة يقدم للحصول على قرض مالي من البنك ويحتفظ بالمال ، ومرة يحتال على إحدى شركات التأمين بمبالغ عالية خيالية ولكن لعبته المفضلة والأحب إلى قلبه إن يحتال على أبناء جلدته فيأخذ منهم الأموال الطائلة دون أي سند قانوني وتختفي الأموال ويبدأ بتقديم الأعذار لضحاياه الذين أصبحوا بالعشرات يندبون حظهم السيئ العاثر الذي أوقعهم في شرك نصاب ومحتال من الدرجة الممتازة فيقف أمام أي شخص من ضحاياه ليبرر ويكذب إلى ابعد الحدود ويطلق أغلظ الإيمان وهو الكاذب ، وتراه يراوغ أمام الضحية مراوغة الثعالب الحريصة على الفرار .
الضحية ليس أمامها من حل إلا الشكوى إلى الله تعالى والشكوى لغير الله مذلة .
هو نموذج لشخص قد تراه وتواجهه في أي مكان أو مجتمع من هذه الحياة المترامية الاطراف شرقا وغربا .
يفاجيء المرء أحيانا وخصوصا إذا كان من النوع المسالم والودود في تعاملاته وعلاقاته مع باقي بني البشر من وجود نماذج من البشر أبعد ما تكون عن البشر وعن الإنسانية ، فترى بعض هؤلاء وان كان شكلهم هو شكل البشري المعروف ، ولكن قست قلوبهم وتحولت إلى ما يشبه حجارة الصوان همهم الأوحد إيذاء الآخرين وسلب حقوقهم وأموالهم بكل وقاحة وابتزاز ظالم وغادر.
اخبرني يوما احد الأفاضل ، وكان في الثمانين من العمر قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى ، قصة عايشها في مطلع شبابه عن شخص كان يعتبر احد أغنى أغنياء تلك المدينة الواسعة وكان يمتلك من الأملاك والعقارات والأموال ما لا يعد ولا يحصى بحيث لا يعرف هو نفسه كل أملاكه والأموال الكثيرة التي بحوزته ، وفي احد الأيام والكلام لا يزال لمحدثي ، انتشر خبر في صبيحة ذلك اليوم أن ذلك الثري قد توفي وسيتم دفنه ظهيرة ذلك اليوم نفسه ، وفي الوقت المحدد كان نعش ذلك الثري يخترق شوارع المدينة في جنازة مهيبة وكبيرة لم تشهد مثلها المدينة من قبل مع ملاحظة أن يد ذلك المتوفي كانت خارج النعش مما أثار تساؤل الناس والمشيعين ليعرفوا أن الراحل نفسه أوصى أن توضع يده خارج النعش والمعنى واضح انه خرج من هذه الحياة ولم يأخذ أي شيء معه !!
أنها رسالة واضحة لأي إنسان بأننا جميعا سنرحل ولا نأخذ إلا أعمالنا الصالحة فقط ، فهل يتعظ بعض البشر ويفهموا الرسالة ويقتنعوا ان بني ادم خلق من تراب والى التراب يعود يوما !!
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .