انتصار غندور وداعاً
انتصار غندور وداعاً
بقلم : علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
مجلة الحوادث لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد 2838
الجمعة 25 أذار
2011
عندما حضرت انتصار غندور الى مونتريال الكندية مع عائلتها ، حملت كغيرها من مئات الآلاف من المهاجرين والقادمين الجدد الى هذه البلاد ، الأحلام والتمني بحياة جديدة ومستقرة في بلاد جديدة ومجتمع من الطبيعي انه مختلف اختلافاً كلياً عن مجتمعها الذي قدمت منه ، وعاشت وترعرت فيه .
لم تكن انتصار تعرف ان الايام في غربتها الأليمة هذه كانت تخبئ لها الشيء الكثير فأصيبت بمرض في القلب جعلها تكون زائرة دائمة للمستشفيات وعيادات الأطباء الى ان كانت مشيئة الله تعالى وإرادته الأقوى في هذه الحياة لتنتقل انتصار من دار الحياة الزائلة الى رحمة الله الواسعة والى جنان الخلود باذن الباري عز وجل .
انتصار ابنة النبطية هي زوجة السيد جمال العزي تركت خلفها إضافة الى الزوج : ابنتها ريم ( ١٢ سنة ) وابنها احمد وهو في ربيعه السادس .
مضى على وجود الراحلة حوالي 14 سنة في مونتريال وكانت صاحبة شمائل طيبة وقلب طاهر وتبادل الجميع المحبة والمودة .
فتركت في عائلتها الفراغ الكبير للأم والصديقة والزوجة التي كانت تملأ المنزل بالحيوية والنشاط والحركة ، وتركت صدمة أكيدة عند من عرفتها من صديقات وجيران ولا سيما السيدة الفاضلة : ريما عاصي التي تتحدث عن صديقتها وجارتها الراحلة بكثير من التأثر والحب والاشتياق لوجه صديقة خطفها الموت بسرعة البرق ومضى مسرعاً .
يقول الباري عزّ وجلّ في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
« يا ايتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي ».
صدق الله العلي العظيم
اعرف ان فترة الاعياد وحلول العام الجديد 2011 لم يكن بالأمر العادي على تلك العائلة التي فقدت الام والزوجة وقررت العائلة ان ترسل جثمان فقيدتهم الراحلة لتوارى الثرى هناك في الارض الطيبة الطاهرة ، في الجنوب اللبناني الحبيب والمقدس وتعود الى ارض الطفولة والجمال ليست زائرة هذه المرة بل في نعش يوارى في التراب الحبيب .
ومن غريب الصدف ان أتلقى في هذه الدقائق مكالمة هاتفية من صديق يحدثني من مدينة ديربورن الأميركية يبلغني فيه ان احد أبناء الجالية اللبنانية قد تم قتله وهو يعمل في احدى محطات الوقود داخل مدينة ديترويت الأميركية وهو من آل عبد الله ويبلغ من العمر 39 سنة وترك وراءه خمسة اطفال وزوجة ، هي ضريبة اخر يدفعها أبناؤنا وأخوتنا في الاغتراب في سبيل لقمة العيش المغمسة بالدماء هذه المرة ، فإنّا لله وأنّا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العّلي العظيم .
رحم الله امواتكم جميعا واموات كل من يقرأ كلماتي هذه ، البقاء لله تعالى .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الجمعة 30 أب 2013