انسان بحق
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
أبصر النور منذ عدة عقود مضت من السنوات وخاض غمار التجارب وسط الأمواج العالية المتلاطمة لهذه الدنيا التي قست عليه بأمور عديدة وأعطته فقط وجهها الداكن والمؤلم بحيث لا يذكر من ايام حلوة وجميلة عاشها منذ سنوات طويلة إلا إنها مثل الأحلام الجميلة والتي تّمر في خواطر وأفكار الإنسان المرور السريع والمذهل ولا تترك خلفها إلا الذكريات التي قد تكون جميلة وممتعة إلى أبعد الحدود وتترك المرء في حيرة كبيرة من أمره .
الشيء المؤكد والثابت الذي حمله هذا الإنسان كأجمل هدية ثمينة من والده الراحل الحبيب هي طيبة القلب والتسامح إلى حد الذهول بحيث يشعر في كثير من الاحيان أن هذه الصفة الانسانية الرائعة أصبحت تُصّنف في هذه الايام على أنها نوع من السذاجة والهبل في مفهوم بعض الأغبياء من الناس .
لهذا الانسان مفهوم خاص ومميز في رؤية الأمور عامة ، فهو ينظر إلى الإنسان الزعيم او القائد وفي اي مجتمع ما ، عليه أن يكون مثال للإنسان البسيط والمتواضع في تعامله مع رعيته وبقية أفراد الشعب ، ما هي مسؤولية هذا الزعيم تجاه أفراد رعيته وشعبه ، عليه أن يكون أولاً وأخيراً عادلاً إلى أبعد الحدود وصادقاً مع نفسه وضميره منذ البداية ليستطيع أن يحكم بين الناس بكل عدل وحق ومساواة ويكون الجميع أمامه سواسية كأسنان المشط .
هو يشدد ويّردد على الدوام مقولته التي يكررها مراراً وتكراراً ( على الإنسان وفي إي مكان وزمان إن يحافظ على إنسانيته مهما بلغت الصعاب والتعقيدات حوله فمجرد المحافظة على تلك الإنسانية هي فوز كبير للإنسان نفسه في مسيرة هذه الحياة بكل صعابها ) .
من رابع المستحيلات أن يعتبر أي شخص نفسه فوق مستوى الأخطاء على كافة الصعد فكل شخص يعمل ويتفاعل مع مسيرة هذه الحياة مُعّرض للوقوع في الأخطاء والتقصير بأمور كثيرة فإذا كان إنساناً عاقلاً وواقعياً فهو يقبل إي نقد بناء يتناوله شخصياً أو أعتراض على طريقة عمل ما ، وعلى الجهة المقابلة فقد نجد بعض الناس لا تقبل حتى مناقشة أي أمر يخصها أو الاستماع إلى ملاحظات قد توّجه إلى هذا الشخص نفسه معترضة على أمر مُعيّن ما .
وبالمقابل فان مقاربة الامور والنظر إليها قد تختلف من شخص إلى أخر فما قد نراه نقد بنّاء وهادف قد يراه الآخرون تجريح مسيء وهدم لكل أسس الحوار المتعارف عليها بين كافة بني البشر في إي مكان وزمان من هذا العالم الواسع المترامي الأطراف .
شّتان ما بين النقد الهادف والتجريح المسيء لا يستطيع المرء إن يكون فاعلاً ومؤثراً في إي مجتمع ما ، إذا ما أنزوى في منزله وبدأ بتقييم الناس والحكم عليها هكذا على هواه ، كل ذلك ودون أي اختلاط أو حديث مع اي احد لأننا وإذا كنا نريد أن نكون واقعيين فإن ما نطرحه أحياناً من آراء وأفكار قد تُعجّب البعض وقد لا تُعجّب البعض الآخر وهنا تكمن أهمية وجود الحوار الفّعال والهادف بين كل الناس .
التسامح هي من أجمل الصفات الإنسانية التي قد يحملها الإنسان بين جنبات قلبه وروحه الإنسانية للوصول إلى مجتمع صافي تختفي منه علائم الأحقاد والكراهية والغضب .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
السبت 26 تشرين الاول 2013