اين الصديق

بقلم :علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

  جريدة   المستقبل

مونتريال  كندا

العدد – 373

الأربعاء 10 آذار 1999

الحياة الحالية التي نحياها أضحت دائرية ، تدور وتدور والأيام تمضي مسرعة بشكل مخيف ، ما إن يبزغ فجر جديد حتى تغيب الشمس ونفقد النهار ، وما أن يبدأ اسبوع إلا ويأتي آخره مهرولاً ، ونضع روزنامة لعام جديد فتمضي الأيام والأشهر لنجد أنفسنا بين عامين ، الأول يستعد للرحيل والثاني يتأهب للقدوم ، الغريب ان الناس تحتفل في أعياد رأس السنة وفي أعياد ميلاد الأشخاص على أن سنة جديدة أطلت وقد لا يفطنون الى أن سنة أيضاً ذهبت من أعمارهم .

في خضم هذه الحياة تأتي مسألة هامة وحيوية وهي هل نستطيع أن نعيش مع أنفسنا دون الناس أو الأصدقاء ؟

في ظل هذه الحياة المادية التي نعيشها والتي أصبح فيها المال ومع الأسف الشديد هو سيد الموقف ، لا يسأل المرء عن كرامة الشخص وإنسانيته بقدر ما يسأل كم يملك من المال .

هل أن المادة هي فعلاً بهذه الأهمية التي تطغى أحيانا على المبادئ والكرامة  الانسانية ؟ ؟؟

لا أعتقد ذلك على الإطلاق .

لا يستطيع الإنسان وسط هذه الضغوطات والمتطلبات الحياتية أن يعيش منفرداً وهنا تكمن أهمية الصداقة وتعريفها على إنها الطريقة الفضلى للتعامل بين البشر ،  وأختيار  اصدقاء اوفياء   في كل مراحل  هذه الحياة  بشكل  عام  .

الصديق الحقيقي والوفي تجده عندما تكون بأمس الحاجة الى هذا الصديق في أي أزمة تمر بها   ايها  الإنسان ،  في  افراحك  واتراحك   وكل   حياتك  وخصوصا  في  اي  مصاب جلل يتطلب وجود أشخاص وأصدقاء أوفياء إلى جانب  ذلك  الانسان  للتخفيف  قدر الامكان   وخصوصا   في  حالات الالم  التي  قد تواجه اي فرد منا  في  حياتنا  عامة  .

أين نجد هذا الصديق الوفي والأمين ؟؟

سؤال  قد  يتبادر الى ذهن كل كائن بشري  بالتفتيش  ليس  عن كمية الناس  التي  نعرفها  بل  الى نوعية تلك الناس   ومعدنها  وطريقة تعاملها   مع بعضها البعض  .

إن الحياة كفيلة بفرز الغث من  السمين   كما  يقال  ، والتجربة  اكبر  برهان  .

                                                على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .