بعض من معاناة المهاجرين العرب في الغرب
بقلم : علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
جريدة صدى المشرق مونتريال
كندا
مساحة حوار
رقم العدد 293
الثلاثاء 7 أيلول
2010
قد يرسم بعض الناس الصور الوردية والجميلة عن العيش في البلاد الغربية لاسيما متى تعلق الأمر بالمهاجرين من البلاد الفقيرة أو ما تطلق عليه وسائل الإعلام الغربية على اختلافها : ( دول العالم الثالث ) .
إذا أخذنا تجربة العرب والمسلمين في بلاد الغرب المتعددة ، قد تبدو التجارب مختلفة بحسب كل بلد وأوضاعه الخاصة .
إذا أخذنا النموذج الكندي على سبيل المثال فاني استطيع ان أؤكد ان مئات الآلاف من المسلمين والعرب يعيشون في هذه البلاد بحيث تكاد لا تخلو مقاطعة كندية من الوجود العربي والإسلامي ، ومن خلال متابعة إعلامية لشؤون وشجون المغتربين ، استطيع أن أؤكد ان بعض المشاكل والعراقيل قد تبدو واحدة سواء على صعيد كندا واستراليا والأمريكيتين وأوروبا وأفريقيا وطبعاً بالاختلاف العادات والتقاليد من بلد إلى آخر .
في هذه البلاد ولصعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أيضاً قد يضطر الوالدان للنزول الى ساحة العمل مما قد يؤثر سلباً في بعض الحالات في متابعة أمور الاهتمام بالأطفال في عدة مراحل من نموهم وصولا الى مرحلة المراهقة والشباب وهو عمر في منتهى الخطورة حيث يحاول المراهق او المراهقة اكتشاف كل أمور هذه الحياة ولاسيما في هذا المجتمع الغربي الذي يعطي المرء أقصى حدود الحرية ليفعل ما يشاء تحت مسميات وأمور مختلفة منها حرية الفرد في اختيار الحياة التي يختارها او تختارها .
إذن تكون الأسرة في هذا المضمار امام امتحان عسير وغير سهل ومن المشاكل العائلية والأسرية التي يمكن أن تواجه العائلات مسألة التفكك الأسري الذي يؤدي إلى حالات الانفصال وبالتالي الطلاق وما ينجم عن هذا الطلاق من مضاعفات وأمور يدفع ثمنها الابناء والبنات في أي أسرة تتعرض لهذا الوضع المؤلم والحزين إلى أبعد الحدود .
بعض العائلات العربية والمسلمة قد تواجه خروج الابن او الابنة للعيش بمفردهم لان القانون يُجيز هذا الأمر للشخص الذي يبلغ من العمر 18 سنة وما يتركه هذا الأمر من انعكاسات على علاقة أفراد الأسرة الآخرين ببعضهم البعض ويومها لا ينفع تبادل إلقاء المسؤولية من الأب تجاه الام او العكس من ذلك وناهيك عن أمور اخرى كحالة تعاطي المخدرات ومرافقة رفقاء السوء والشر ، وحالات وأمور كثيرة اخرى قد لا يتسع هذا المقام لشرحها وسبر أغوارها على كافة الصعد .
تشاء الصدف ان كاتب هذه الكلمات قد عالج واستمع الى العشرات بل المئات من المشاكل والابتلاءآت التي أصابت عدد كبير من الأسر العربية عامة في هذه البلاد وخارجها ووصل الى نتيجة واحدة ومؤكدا ان المعاناة هي في غاية الالم والشدة لأنك عندما تستمع الى قصص وحوادث تحصل مع بعض الأسر تحزن في مسيرة هذه الغربة التي ندفع ثمنها الباهظ والغالي .
وفي حسابات الربح والخسارة ، فان الخسارة هي سيدة الموقف وهو أمر يؤلم إلى آخر الحدود والله يشهد على هذا الامر .
كاتب هذه الكلمات يسأل الله تعالى بأن يحفظ كل الاسر والعائلات من كل مكروه انه سميع مجيب الدعوات .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الخميس 8 أب 2013