بنات وبنات
تلقيت اتصال هاتفي من شخص يسألني عن مقال كتبته منذ سنوات في احدى جرائد مونتريال وهي جريدة صدى المشرق التي يرأس تحريرها الزميل الاستاذ الحاج حسين حب الله .
المقال يتحدث عن رجل كانت زوجته تنجب البنات دوما وأعترض هو على ذلك الامر وكأن الزوجة المسكينة تأتي بالبنات من منزل والدها .
المهم ان هذا الشخص المتصل قال ان تجربته تشبه ما ورد في ذلك المقال فهو عنده خمسة فتيات ويتمنى ان تنجب له زوجته يوما ما ولد ليحمل أسمه .
الشخص هذا قال ان يحتفظ بالمقال عنده وعلى ما يقول كانت كلمات المقال الرادع الاخلاقي له بالاهتمام بزوجته وأم بناته ونسيان أمر الولد . قلت لذلك المتصل ان حكايته تذكرني بحكاية ذلك الاعرابي الذي كانت زوجته لا تنجب الا البنات وعندما انجبت أخر بناته ترك البيت عقابا للزوجة .
تقول تلك الحكاية : كان لاعرابي زوجتان فولدت إحداهما ابنة ،فعز عليه ،واجتنبها وصار في بيت ضرتها إلى جنبها فأحست به يوما في بيت صاحبتها ،فجعلت ترقص ابنتها الطفلة وتقول :
ما لأبي العيال لا يأتينا …
يظل في البيت الذي يلينا
غضبان ألا نلد البنينا …
تا الله ما ذلك في أيدينا
بل نحن كالأرض لزارعينا …
نأتي بما قد زرعوه فينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فعرف ذلك الرجل قبح ما فعل ، وراجع امراته .
ضحك الرجل من هذه الحكاية وقال : ( ان الانسان ظالم بطبعه وهو يعاهدني كما قال بالاهتمام اكثر بزوجته وبناته والفضل بعد الله لكلماتي التي حركت شيء ما بداخله ) .
الشكر دائما لله يا صديقي الكريم وعلينا ان نكون انسانيين مع كل من نتعامل معهم لان هذه الحياة أقصر من ان نقضيها بالمشاكل والخلافات والكراهية .
حفظ الله تلك العائلة الكريمة وعائلاتكم جميعا واتمنى العافية والسلام والمودة لكل من يقرأ كلماتي هذه .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاربعاء 30 تشرين الاول 2013