تسونامي الطلاق
سألني اعلامي عربي عبر الهاتف ويعمل مذيع في احد الدول الاوروبية : برأيك ما هي مشكلة المشاكل عند المغتربين العرب برأيك ؟؟
أجبته على الفور ان أم المشاكل ليس في بلاد الاغتراب عامة ، بل قل في اوطاننا الام هي مشكلة الطلاق التي اراها تستفحل وتزيد بشكل مروع يوما بعد يوم ، وهذا الامر اقوله بكل حسرة وألم لان النسبة العالية من الطلاق في المجتمعات العربية والاغترابية اصبحت في وضع يفوق الوصف والشرح ، وانا اعني ما أقول .
هنا في بلاد الغرب كنت استغرب في كل مرة اطلع فيها على خبر او برنامج يتحدث عن العلاقات الاسرية في هذه المجتمعات ، وعلى النسبة العالية من حالات الانفصال والطلاق الذي يحدث بين الغربيين ووصلت الامور ببعض الناس لتتحدث عن معنى وجود مؤسسة الزواج اصلا ، فالمجتمع الكندي بأغلبيته الساحقة هو من الاهل المنفردين (SINGLE PARENTS ) وقد قرأت في احدى امهات المجلات الكندية دراسة اجرتها احدى الباحثات في احد الجامعات الكندية وتوصلت الى رقم مذهل لعدد حالات الانفصال والطلاق في المجتمع الكندي عامة لتنهي تلك الباحثة مقالتها بالسؤال اذا كان هناك مبرر للزواج في الاصل في السنوات والعقود القليلة القادمة .
انا افهم تركبية المجتمعات الغربية وسهولة حصول الطلاق بين الغربيين وحتى لاسباب اقل ما يقال فيها انها سطحية ، ولكن الامر المحير لماذا وصلت نسبة الطلاق العالية الى المجتمعات الاغترابية العربية في كل انحاء العالم تقريبا وبطبيعة الحال الى البلاد العربية نفسها التي تتحدث فيها الاخبار عن ارتفاعات غريبة وعجيبة لنسبة الطلاق بشكل عام وبنسب لم تسجل في تلك البلاد من قبل .
يكفي ان تطرح هذا الموضوع للنقاش على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثلما فعلت سيدة صديقة اعتز بصداقتها الطيبة وهي مقيمة في المانيا ، لتجد عشرات التعليقات على هذا الموضوع الحساس والغاية في الاهمية تتحدث عن هذا الامر تحديدا ولكن يبقى السؤال الحقيقي والمحير عن هذا الموضوع هو :
( لماذا هذه النسبة العالية من الطلاق في مجتمعاتنا سواء العربية او في بلاد الاغتراب ، وهل يوجد مبرر ما لارتفاع تلك النسبة بشكل مخيف ومرعب ) ؟؟
اعرف علامة جليل في احد المدن الاميركية المجاورة لنا في كل مناسبة اجتماعية ما ، يتطرق الى حالات الطلاق وما يراه ويتابعه هو شخصيا وفريق عمل كبير من رجال الدين في ذلك المركز ومراكز عديدة في تلك المدينة التي تقطنها نسبة عالية جدا من المسلمين والعرب عامة من المغتربين من عدد من الدول العربية ، فسمعته مرات عديدة يتحدث ,بألم شديد عن الحالات التي تمر امامه من مشاكل اجتماعية وانسانية يحاول جهده مع مساعديه على ايجاد حلول سريعة وشافية لها وان كانت اغلب المشاكل تنتهي بالطلاق وما يترتب عن ذلك الامر من مشاكل يعاني منها الايناء والبنات عندما يصل الامر بالوالدين على اتخاذ القرار المر وهو الطلاق وهنا تقع الامور على رؤوس الابناء على قاعدة المثل العامي المعروف : ( الأباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون ) .
يستطيع المرء اجراء دراسة سريعة عبر مواقع الانترنت عن النسبة العالية للطلاق اذا اخذنا كندا مثال على هذا الموضوع ، ويشاهد بأم العين النسب المرتفعة للطلاق التي تزداد وترتفع عاما بعد عام سواء هنا في كندا او اماكن عديدة اخرى من هذا العالم المترامي الاطراف .
الحياة الزوجية تتطلب تفاهم ومودة خاصة من الزوجين معا لانجاح هذا الزواج ، اعرف واسمع عن حالات كثيرة كانت الزوجة تتعرض فيها للظلم الشديد والغير محتمل من الزوج في امور كثيرة في هذه الحياة كأن يعمد الزوج الى ضرب الزوجة وتعنيفها واهانتها واهانة انسانيتها التي خص الله تعالى بها البشر دونا عن باقي مخلوقاته الاخرى ، فهل الرجولة والبطولة هو الاعتداء على الزوجة وضربها وممارسة اقسى اشكال الظلم على تلك الزوجة او الاطفال تحت مسميات واسباب مختلفة وغير مبررة على الاطلاق مهما كانت تلك الاسباب والمبررات ؟؟
الزوجة بدورها مطلوب منها ان تكون هي والدهر مع زوجها وليس ان تقف هي والدهر بمواجهة الزوج فاحيانا كثيرة ترهق الزوجة زوجها بطلبات وامور قد لا يكون له القدرة على تنفيذها والنزول عند رغبتها في عدة امور عديدة . اذن المطلوب لانجاح اي زواج ان يكون عامل الثقة هو الفيصل بين الزوجين وهل هناك اجمل وأرقى من ان يكون الزوجين صديقين حقيقيين لبعضهما البعض وان يكون الرابط المقدس والاوحد بينهما هو الثقة المطلقة والاكيدة بينهما .
كاتب هذه الكلمات كتب العشرات من المقالات التي تعالج الامور الاجتماعية ولا سيما امور العلاقات الاسرية والطلاق وهذا الموضوع الاخير اسميته في هذا المقال ( تسونامي الطلاق ) وذلك لان سرعة حالات الطلاق وانتشارها المريع تدعو للقلق ودق اجراس الانذار كلها والمطلوب الحد من هذه الظاهرة ولو قدر الامكان وهي مسؤولية يتقاسمها الجميع سواء منظمات المجتمع المدني او المؤسسات الروحية والدينية على اختلافها لوضع حد لظاهرة اصبحت تتفشى كالوباء في كل المجتمعات الانسانية والبشرية على حد سواء .
ما الاحظه ان مشكلة المشاكل في حياتنا هذه هو عدم القناعة وعدم رضى بعض الناس عن نفسها واوضاعها ، فالحياة هي عبارة عن سلسلة طويلة ومعقدة من الامور التي قد يواجهها المرء في حباته العادية فهناك اناس اعطاهم الله تعالى الاموال الوفيرة ويعيشون الحياة في ثراء فاحش ، وهناك اناس اخرون كتب الله عليهم الفقر المدقع والحياة البائسة . الله تعالى وحده يقسم الارزاق والاعمار في هذه الحياة فعلينا كبشر ان نقتنع بما اعطي الينا طبعا باب الطموح والسعي مطلوب دوما من الانسان نفسه والباقي على الله تعالى .
ما اردت ان اقوله في مقالي هذا ان على الانسان ان يكون قويا ويستلم زمام المبادرة في اي من حالات الازمات والشدائد التي قد تواجه اي فرد منا في هذه الحياة التي فيها الكثير من الافراح والاتراح وعلى المرء نفسه تقع مسؤولية مواجهة الحياة بكل تناقضاتها واسرارها ومفاجأتها التي تحصل مع اي فرد منا .
دعونا نعود الى انسانيتنا الحقة ، الى انسانية كل فرد منا وان نكون عادلين في كل موقع من مواقع هذه الحياة لان الظلم صعب وأليم وعلى المرء ان يتمنى ملايين المرات ان يكون مظلوم ولا يكون ظالم لاحد ولو لقيد أنملة .
استودعكم الله تعالى وعلى المحبة والخير والسلام نلتقي دوما .
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag@hotmail.com
FACE BOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
علي ابراهيم طالب وندسور كندا
الاثنين 17 كانون الاول 2012 .
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
فلسفة الزواج والطلاق تنحسر بهاتين الايتين الكريمتين وبانعدام اي بند من بنود الرحمة والسكينة فطبعا اما حياة
يائسة تؤدي للطلاق, واما حياة كريمة تؤدي لاستمرار الزواج٠
ادعوا للجميع بحياة طيبة وشكرا على كل المواضيع الجميلة
قال تعالى في محكم كتابه العزيز : بسم الله الرحمان الرحيم إنّ أبغض الحلال عند الله الطلاق ….. كما تفضلت اخي الكريم موجة الطلاق تعصف بمجتمعاتنا بشكل ملفت وأسباب الطلاق مختلفة … ولكن أكثر أسباب الطلاق تعود لخيانة الزوج للزوجة … أقول رأيي المتواضع … إن الله سبحانه وتعالى حلّل للرجل تعدد الزوجات … وقال أيضا وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ….. العدل ليس من صفات البشر ليعدلوا فيما بينهم بل هو صفة من صفات رب العالمين … فالرجل حين يتزوج بأكثر من امرأة ولا يعدل بين زوجاته سيؤدي إلى خلل ومشاكل ثم إلى طلاق .. النقطة الثانية … الله… Read more »
السبب الرئيسي هو البعد عن الدين من احدى الطرفين او كلاهما والذي يعكس انعدام الثقافة الزوجية والفهم العميق لهذه المؤسسة الاجتماعية كما ان الواقع المعيشي الذي نعيش فيه يفرض أمورا قد تكون صعبة ثم تتفاقم
الزواج مشروع ممتاز ونعمة الخالق لكن الحقيقة التي لا غبار عليها ان الشريك الاخر (الشيطانة او الزوجة ) هي من لا تستحق هذة النعمة فالنساء ليس كما يبدين فاضلات رقيقات أنهن ابشع من وصفي مع الاعتذار
aksar ahal alja7im men al nessa wel3nat alah 3alehom kolohom 3aherat