ثرثرة
ثرثرة
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
رقم العدد – 2220
الجمعة 21 – آيار 1999
هل يتصور اي انسان منا ما هي المدة الزمنية التي يقضيها المرء متكلماً طوال حياته وحتى أنفاسه الأخيرة ؟؟؟!
قد تدخل الى مجتمع ما فترى ما ترى ، هذا يتحدث بصوت مرتفع ، وذاك حنجرته تكاد تنفجر من الحديث الحاد المرتفع ، وبالمقابل تجد أناس آخرون تكاد لا تسمع أصواتهم ، كأنهم يتحدثون همسا.
ان الطبيعة البشرية هي مختلفة بطبيعة الحال وتختلف من شخص الى اخر .
في الأمثال الشعبية التي نتداولها في لبنان وربما بعض الدول العربية الشقيقة وعندما نصادف شخصا يتكلم بشكل ملفت للنظر وللسمع أيضاً نقول ونردد ( ماذا حصل لهذا الشخص يتحدث وكأنه ابتلع راديو ) !
على مر التاريخ وحتى عصرنا الحاضر نلاحظ انه يوجد قادة وزعماء دول يكاد لا يسمع أصواتهم قياساً على المسؤولية التي يتمتعون بها ، فكم من الشخصيات التي أسرت القلوب وحفرت لنفسها اسما في أفئدة الجماهير ، اذا تكلمت أصيب الجميع بالفخر والعزة .
على صورة النقيض من تلك الصورة ترى ان ذلك القائد او الزعيم الذي تشهد كل الدنيا على أعماله ، هو انسان غير متكلم اذا وقف على منبر تلعثم ، وطارت الكلمات من عقله وتبعثرت أفكاره يميناً ويساراً واعطانا التاريخ امثلة على اولئك الاشخاص .
ان تقف على منبر ما خطيبا أو محاضراً ، أمر ليس سهلاً على الإطلاق لإن مواجهة الناس والتحدث إليها أمر صعب حتى ولو كان الخطيب قد كتب ما سيقوله على ورقة وأجرى عدة تجارب على إلقائها فما بالك بالإنسان الذي يصعد الى المنبر ويتحدث الى الناس بشكل مرتجل ، انها مهمة ليست سهلة والناس في هذه الحالة لا ترحم اذا حصل اي خطأ أوامر ما .
قد تستطيع ان توصل فكرك وما تصبو اليه بكلمات عديدة ، بدلا من صفحات ومجلدات عديدة ، وكأني بالحكمة المعروفة تفرض نفسها بكل جدارة وموضوعية وهي : ( خير الكلام ما قل ودّل ) !!
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاربعاء 15 أيار 2013