خصام لا ينتهي
بقلم : علي إبراهيم
وندسور    كندا
كانت كل الامور تسير على أحسن ما يرام بين صفوف أفراد العائلتين المتجاورتين في السكن والذين تربطهم أواصر القربى الشديدة فهم أخوين يعيش كل منهما في منزله الخاص والملاصق تماماً لمنزل كل واحد منهم فالابويين أخوة من نفس الام والأب والزوجتين أقارب والأولاد والبنات هم اولاد العم بحق .
كانت كل الامور تسير على أحسن ما يرام في حياة كلتا العائلتيين إلى ان جاء ذلك اليوم الأسود والحزين من تاريخ الجميع ككل  ، حصل خلاف بسيط بين الأخوين على مسائل بسيطة وسخيفة تحصل في كل زمان ومكان من هذا العالم المجنون المتوحش .
حصل الخلاف أمر كل اب ومن الجانبين كل أفراد العائلة بان يقاطعوا العائلة الأخرى وان لا يتحدثوا معهم حتى بإلقاء السلام وتطورت الامور بينهما ولأسباب مجهولة وغير مُقنعة الى قطيعة تامة ، وعلى رغم تّدخل بعض سعادة الخير بالتوسط وحّل تلك المشكلة او بالأحرى معرفة طبيعة الخلاف ومحاولة الوصول الى حّل عادل يرضي الطرفين الا ان كل المحاولات كانت تنتهي بالفشل الذريع مع ملاحظة ان الطرفين كانا يطلبا من كل سعاة الخير عدم التّدخل والحجة واهية ومستغربة انه خلاف عائلي وعلى الغرباء عدم التدخل بالأمر لان الأمر عائلي محض !!
مّرت الايام والأسابيع والأشهر والوضع على حاله من التأزم الى ان أفاق سكان الحي على صراخ وعويل وسرعان ما انتشر الخبر في الحي كما تنتشر النيران في الهشيم توفي أحد الأخوين على أثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة ولم تفلح محاولات الأطباء بإنقاذ روحه فأسلم ذلك الأخ الروح وصعدت روحه الى بارئها وأصيبت عائلته بالذهول والصدمة الشديدة لهذا الخبر الحزين والخطب الجّلل .
ظّن أهالي الحي ان موت احد الأخوين سيزيل الخلاف بين العائلتين وسيبادر ذلك الأخ الى الوقوف بجانب عائلته شقيقة المكونة من زوجته وعدد من الشباب والصبايا ولكن الأمر بدا على العكس من ذلك إذ انه لم يسمع لاحد من أفراد عائلته بزيارة منزل شقيقه الملاصق تماماً لمنزله للقيام بواجب العزاء ، بل ان ذلك الشقيق القاسي القلب عمد الى ضرب ابنته الصغرى عندما رآها تبكي بحسرة على عمها الذي كان يّحبها بشكل غير معقول وطلب من أفراد عائلته التزام الصمت وعدم فتح الباب الخارجي للمنزل ، فيما تقاطرت وفود المُعزين الى منزل شقيقه الراحل من كل حدب وصوب وكل ما كان يلاحظه اي شخص حضر للتعزية وتقديم واجب المواساة والوقوف الى جانب تلك العائلة في مصابها المأساوي بفقدان الاب والزوج والأخ  ، ان الاخ  لم يشارك  في  عزاء  اخيه وهو امر اثار استغراب الجميع  ودهشتهم  !!
تركت تلك الحادثة وتجاهل الشقيق لمشاعر وأحاسيس عائلة أخيه الراحل شرخاً كبيراً في نفوس اولاد الراحل الذين اعتبروا ان تّصرف عمهم بحقهم غير مُبّرر او مقبول بكافة القوانين والشرائع السماوية عامة .
مضت سنوات طويلة على هذا الأمر والأمور تبدو انها تتجه من سيء الى أسواء حتى وصل أمر المقاطعة بين أفراد العائلتين الى الأحفاد أيضاً الذين منعوا حتى من الالتقاء في نفس المدرسة التي يذهبون إليها كل يوم !
الامور تتطور نحو الأسوأ بين العائلتين ولا يعلم الا الله تعالى متى ينتهي الخلاف   ؟؟
سيبقى ذلك الخلاف  بين العائلتين  الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
                                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الخميس    8         أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x