خطأ قاتل من الزوجة

0
خطأ قاتل من الزوجة
بقلم   :  علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
عندما وصل عمار إلى تلك المدينة الغربية   في منتصف الثمانينات من القرن العشرين  الماضي  ، حلم كغيره من الكثيرين من الذين شاءت ظروفهم أن يتواجدوا في ديار الغربة ، بتأسيس عائلة سعيدة ترفرف عليها علائم الود والسعادة والرخاء .
لم يكن يمضي على وصول عمار إلى تلك المدينة حتى وفّقه الله بالدخول إلى أحدى أمهات الشركات الكبرى المخصصة لصناعة قطع السيارات وسارت معه أمور العمل على احسن ما يرام  ، في هذه الأثناء اشترى عمار منزلاً وبدأ بتأثيثه على أن تكون الخطوة المقبلة هي إكمال نصف دينه والبحث عن ابنه الحلال لتشاركه الحياة بحلوها ومٌرها .
دعي  عمار يوماً للمشاركة في حفلة زفاف احد معارفه وبدا وكأن القدر أو قل القسمة والنصيب وضع أمام ناظريه ، كانت إيڤا ابنة الخامسة والعشرين ربيعاً ابنة مهاجرين عربيين حضرا إلى هذه البلاد منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن .
تّقدم منها في باحة قاعة الأعراس الخارجية عّرفها عن نفسه وكذلك فعلت تلاقت العيون الأربعة ونسجت على ما يبدو أولى علائم الكيمياء الذين يتحدثون عنها في التقاء القلوب والأحاسيس .
زار عمار منزل عائلة زوجة المستقبل ولم تمانع الأسرة بعد أن عرفت عنه الفضائل والصفات الحميدة وبأنه شاب مستقيم وابن عائلة وما هي الا أسابيع معدودة حتى كانت قاعة الأفراح تلك والتي التقى فيها عمار مع إيڤا تشهد حفل زفافهما وسط باقات الزهور وحضور الاهل والأصدقاء الذين غّصت بهم قاعة الحفلات .
سافر العروسين لقضاء شهر العسل في احدى الجزر الخٌلابة وعادا في اليوم المحدد على ان يعود كل منهما إلى عمله هو إلى شركة صنع قطع السيارات  ، وهي إلى مكتب المحامي التي تعمل سكرتيرة له وبدت الامور على احسن ما يرام  بين الزوجين  السعيدين الذين تبادلا الاوقات الجميلة مع بعضهما البعض في جو تسوده إمارات السعادة والهناء .
فوجئت إيڤا بالمحامي يبلغها يوماً أنه قٌرر الانتقال للعمل في  مدينة  اخرى وبالتالي فهو مُضٌطر لإغلاق مكتبه في المدينة وهكذا كان فقررت البقاء في المنزل بناء على رغبة زوجها الذي أراد تأمين حياة هنية لها فهو يتكفل بالأمور المادية كلها على أن تهتم هي بأمور المنزل وما إلى ذلك .
شعر عمار منذ اللحظة الاولى لزواجه من زوجته بانها تهتم كثيراً بالكماليات وعندها عادة سيئة فهي مدمنة  على التسوق  بشكل يومي   وتبٌذر الاموال يمنة ويسرة دون أي هدف وعلى أمور ثانوية قد يتم الاستغناء عنها من كل منزل وعلى الرغم من انه لفت نظر زوجته إلى هذه الأمور إلا أنها تجاهلت طلب زوجها ، فكانت تقضي يومها منذ الصباح  الباكر  وحتى  ساعات المساء  تدور على المحلات التجارية لتشتري أشياء ثانوية فالمال موجود  وبكثرة  او هكذا كانت تعتقد ، وان كانت تضطر للاستعانة بالبطاقات البنكية الكثيرة التي  بحوزتها   على رغم اعتراض زوجها لمرات عديدة وهو يرى شركات بطاقات الائتمنان تلك ترسل له الفاتورة تلو الأخرى  دون  اي كلل او ملل  .
عاد عماد في تلك الأمسية الباردة من شهر كانون الثاني القارس متأخراً بعض الشيء من عمله فلم تنتظر زوجته حتى يتناول طعام العشاء بل اصّرت على أخباره  بانها قررت إجراء عملية تجميل لوجهها والمبلغ المطلوب لهذا الأمر هو عشرة الآف دولار بالتمام والكمال ، اطال عمار النظر إلى زوجته وسأل نفسه هل هي فعلاً تلك الانسانة التي احٌبها وقّدم لها كل وسائل الرفاهية والسعادة والتي تتمناها أي فتاة في فتى أحلامها وزوجها المستقبلي ؟
رفض عمار الأمر رفضاً تاماً قائلاً أن شكلها الحالي جميل فلماذا إجراء عملية تجميل من غير المعروف أخطارها وآثارها ؟
دخلت إيڤا إلى غرفتها بعد ان أغلقت الباب ورائها بشكل أحدث دوي كبير بعد أن سمعت من زوجها رأيه الصريح والواضح بهذا الأمر .
في اليوم الثاني عاد عمار من عمله ليفاجئ برساله على الطاولة من زوجته تقول :
( اما ان اجُري تلك العملية ، او انا اطلب الطلاق ) !!
وقعت هذه الكلمات على رأس عمّار وقوع الصاعقة ، ولم يشعر بنفسه الا وهو يتصل بزوجته في منزل والدها ليقول لها عدة كلمات بالتمام والكمال :  ( ورقة الطلاق ستصلك غداً  ) !!!
أقفل سمّاعة الهاتف وآسف لزوجة ضّحت بكل شيء في سبيل أمر سخيف للغاية ، ليردد بينه وبين نفسه تطلب الطلاق لأني أريد المحافظة عليها من أي أذى ، غرق في صمت مطبق ورهيب ليجد مبرر أو سبب التي أقدمت عليه زوجته السابقة اعتباراً من يوم غد !!!
تدخل العقلاء لأصلاح ذات البين بين الزوجين  فيما كانت احدى صديقات الزوجة  تصر عليها  بالطلاق   وتلازمها  كظلها  لأنها تعتقد في قرارة نفسها انها تساعد صديقتها تلك  .
رفض  عامر  كل الوساطات لأنه اعتبر ان زوجته  أخذت  عدة فرص  لكي تتغير  ولكنها  اصرت  على رأيها  وبالتالي كان  أبغض الحلال عند الله  ( الطلاق  )  وما ادراك  ما  تعنيه هذه الكلمة .
                                                 على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              السبت   5    تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x