بقلم علي إبراهيم طالب

جريدة الحقيقة – بيروت

الجمعة 31 كاون الثاني 1986

 يُعرف عن جهاز التلفزيون بأن له دورين، الأول بدافع التسلية والثاني بهدف التثقيف والإرشاد، ولكن مع الأسف فالأمر مختلف تماماً هنا في لبنان فإذا شاهدنا وتعمقنا في البرامج التي تُعرض على شاشة تلفزيون لبنان بمختلف أقنيته لوجدنا برامج هابطة وسطحية ودون المستوى المطلوب للبرامج الجديدة المفيدة.

ويبدو أن ما نعيشه من حالة حرب مستمرة منذ إحدى عشر عاماً لا تكفي، فأينما حللت ووجدت ترى سلاحاً ومسلحين ومظاهر حربية. فيكاد لا يمر مساء إلا ويتحفنا تلفزيوننا العظيم بمسلسلاته الحربية العنيفة والدموية ويكون الأطفال هم المتفرجون الدائمون للتلفزيون، والضحية في رؤيتهم مشاهد القتل والدمار والحرائق، وتتكون لديهم رغبة تقليد الممثلين وتزيدهم هكذا مشاهد حباً بالسلاح ورغبة بحمله، ولعل المثل لهكذا برامج هو البرنامج الأميركي A Team الذي لا يكاد يخلو مشهداً منه من السلاح والنار والعنف. فهل ينتبه القيمون على البرامج في تلفزيون لبنان ويستبدلون قدر الإمكان المشاهد العنيفة المؤذية التي تظل مرتسمة في ذهن الطفل على أمل أن يجربها بنفسها وكلنا يذكر فيلم سوبرمان في بداية عرضه في السينما كيف أن طفلاً في الخامسة من عمره ألقى بنفسه من شباك منزله في بيروت مقلداً بطل الفيلم الذي رآه.

فهل يتنازل مقررو البرامج في التلفزيون ويعيدون النظر في نوعية المسلسلات والأفلام التي تعرض على الشاشة الصغيرةن والاستعاضة عنها بمسلسلات وأفلام مفيدة للنشء الجديد الذي لا يعرف في حياته إلا الرصاص والسلاح والحرائق، وعلى القيمين على البرامج في التلفزيون أيضاً الإقلال من المشاهد الإباحية والمسلسلات التي تظهر فيها الراقصات والممثلات وهن شبه عاريات إذ لا يعقل بأن يعرض مسلسل يتضمن مشاهد مؤذية للأطفال، في الوقت الذي يتواجد فيه الأطفال جميعاً أمام شاشة التلفزيون، أي في الساعات الأولى من المساء، قبل موعد نوم الأطفالز

فهل يعيد الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه النشء الجديد الصواب إلى مديرية البرامج في تلفزيون لبنان والتفكير الصحيح عطفاً ورحمة بعقول أطفالنا.

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x