زوجة ولكن
زوجة ولكن
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
عندما شاهد منير تلك الفتاة الرائعة الجمال في احدى المناسبات الاجتماعية ادرك بما لا يقبل الشك أن هذه هي الفتاة التي يبحث عنها منذ سنوات لتكون زوجة المستقبل أو هكذا ظن .
تّقدم منير من تلك الفتاة عرف أن أسمها وفاء وهكذا وبلا أي مقدمات وبعد تعريف بسيط عن نفسه عرض عليها فكرة الزواج وشعرت هي بالدهشة من غرابة هذا الامر وسرعته ، فطلبت منه أن يزور منزل أهلها أولاً ليتّعرف عليهم وتسير الامور كما يُفترض بالأصول والعادات التي تحصل في مثل هذه الاحوال .
قصد منير منزل عائلة وفاء ، عّرف عن نفسه قليلاً فهو مهندس معماري ويمتلك شركة هندسية وعقارية من كبرى الشركات المختصة في البلد وكرر طلبه بالزواج من وفاء امام والديها هذه المرة وقال انه سيزورهم في الأسبوع المقبل ليأخذ منهم الجواب على طلبة للزواج من ابنتهم وفاء ، أراد والد وفاء ان يعرف بعض المعلومات عن صهر المستقبل فعرف أنه إنسان معروف على الصعيد الاقتصادي في البلد وانه يتمتع بسمعة طيبة وان صادف والد وفاء احد خصوم منير في ميدان العمل الذي ذكر أمامه أن له أسلوب غير نظيف في التعامل مع بقية الزبائن فعرف والد وفاء أن الأمر لا يتعدى الا عداوة الكار الواحد مثلما يقولون في الأمثال الشعبية ( ما عدو الا عدو الكار نفسه ) .
حضر منير إلى منزل والدي وفاء فعرف منهم إنهم قبلوا به بعد أن وافقت صاحبة الشأن نفسها فهي من سيتزوج بهذا الشخص وهي أصبحت في عمر تدرك فيه الصح من الخطأ ولم يمضي شهر واحد بعد زيارة منير هذه حتى كانت وفاء تُزّف الى عريسها في زفاف كبير أقيم في احد أفخم فنادق المدينة وسافر بعدها العروسان الى احدى الجزر لقضاء شهر العسل ، شعرت وفاء بالسعادة الغامرة ولم تجد من منير إلا كل عبارات الحب والمودة والإعجاب وانتهى شهر العسل وعاد العروسين الى مكان سكنهما في احدى البنايات الفخمة التي يمتلكها العريس في احدى أفخم وأرقى ضواحي العاصمة .
طلب منير من وفاء أن تجلس بجانبه لأنه يريد أن يخبرها عن أمر ما ، فاستجابت وفاء للطلب وبدأ منير بسرد عدد كبير وغير محدد من الممنوعات والتي على زوجته عدم الأقدام عليها مهما كانت الظروف والمعطيات ، ممنوع اي زيارة خارج المنزل بمفردها ، ممنوع الاختلاط بالجيران ، ممنوع حتى زيارة منزل والديها بمفردها ممنوع وممنوع ، لم تُصدق وفاء ما تسمعه أذنيها ونسيت لفترة من الوقت انها تقف امام شخص هو خريج اعرق الجامعات الأجنبية وشعرت انها امام شخص عاد للتو من احدى المجاهل البعيدة كل البعد عن كل ما هو مدني وتّحضر .
نقلت وفاء ما سمعته من زوجها الى والدها عسى ولّعل ولكن ردة فعل منير تجاه والد زوجته كانت عدائية وغير انسانية وبعيده كل البعد عن اي ذوق او كرامة إنسانية ما .
أدركت وفاء بما لا يقبل الشك أن منير تزوجها لتكون الزوجة الحبيسة داخل جدران منزلها وتقوم بخدمته وتحضير الطعام له دون أن يكون لها اي اتصال بالعالم الخارجي ، وكان السؤال الذي تردده على الدوام هل أحضرني منير إلى منزله كزوجة أو خادمة أقوم بخدمته ، ولم تجد جواب شافي على سؤالها هذا !
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
السبت 7 كانون الاول 2013