شقاء وعذابات ام
استفاقت الام كعادتها في تلك الساعة المبكرة من ذلك الصباح المبكر ، قضت ليلة البارحة وهي تستمع الى صوت انهمار المطر الغزير فوق سطح الغرفة الصغيرة التي تتكون من بعض الالواح الحديدة التي غطاها الصدأ .
تعيش تلك الام في غرفتها المتواضعة تلك مع اطفالها الاربعة بعد ان تركها الزوج وهاجر الى مكان مجهول لا يعرفه احد .
كانت حياتها في منتهى المأساة التي لا تنتهي لا كهرباء ولا ماء في تلك الغرقة الفقيرة التي كانت تشبه كل شيء الا السكن اللائق للبشر عامة .
كانت معاناة تلك المرأة عديدة وتكاد لا تعد ولا تحصى حتى انها كانت تستعمل الحطب حتى تحضر بعض فطور الصباح لاطفالها قبل ذهابهم للمدرسة الوحيدة التي قبلت بهم في احد اكثر ضواحي تلك المدينة فقرا ، والتي كانت تحتوي على مشهد غريب وعجيب من الثراء الفاحش واللافت ، والفقر المدقع والاليم الى ابعد الحدود .
وقفت تلك الام على باب الغرفة تودع اطفالها الذين لم يتجاوز اكبرهم التسع سنوات من العمر وبكت كما لم تبكي من قبل على حالها المأساوي مع اطفالها الذين لا تنتهي طلباتهم من تلك الام الصابرة على شقاء وعذابات هذه الحياة التي لا تنتهي البتة .
كان عليها ان تسرع هي الاخرى لتلتحق بعملها كحاضنة اطفال في احد البيوت داخل احد المباني الشاهقة والفخمة التي لا تبعد سوى امتار قليلة عن مكان سكنها ذلك .
شعرت بالدموع الغزيرة تنهمر من عينيها في ذلك الصباح الباكر ، تلك الدموع التي اصبحت على ما يبدو دوائها الوحيد في مواجهة هذه الحياة وقسوتها الشديدة ولا سيما على الفقراء والمعذبين من امثال تلك السيدة واطفالها .
كان يوم اخر من ايام عذاباتها وشقائها المستمر في هذه الحياة .
ربي اسألك بعزك وجلالك ان تكون مع كل انسان يتعب ويشقى حتى الالم في حياتنا هذه .
رب كريم وغفور .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الثلثاء 22 تشرين الاول 2013