عذابات إنسان
عذابات إنسان
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
أصبحت الالآم والاحزان والدموع والقهر جزاً لا يتجزأ من حياتي وادركت بما لا يقبل الشك أن هذه الحياة تعطيني على الدوام وجهها الحزين والكئيب والمؤلم وشعرت أكثر من أي وقت مضى ان الحياة هذه ممكن أن تكون قاسية ومؤلمة إلى أبعد الحدود في شتى مجالات هذه الحياة بالنسبة لي .
منذ الطفولة أشعر أن سوء الحظ وعدم التوفيق باي أمر صفتان متلازمتان معي في أي مكان وزمان كان ولعل الامور معي تزداد يوماً بعد يوم لتصبح أشد إيلاماً وقهراً وعذابا .
لا أذكر هذه الامور من باب التشاؤم او الإحباط بل هذا هو الواقع الذي أعيشه منذ ولادتي وحتى تاريخ كتابة هذه الكلمات .
من المفيد للمرء ان يقف مع نفسه ويعترف بأمور كثيرة وهامة في هذه الحياة فالفشل في هذه الحياة يأخذ صور وأنماط مختلفة وعديدة تظهر في كل مكنونات وأسرار هذه الحياة الحاضرة التي نحياها .
أعترف أنني إنسان يختلط القهر والعذاب مع كل ذّرة من ذرات جسمي لأن ما يحصل معي من أمور وأحداث عامة لا يمكن أن يتحّمله إنسان إلا إذا أعطاه الله تعالى الصبر والصمود في مواجهة المحن والأحداث التي عندما تأتي مجتمعة فإنها تحصل بقسوة بالغة تترك في داخل النفس وفي عمق القلب جراح مؤلمة ونازفة إلى أبعد التصور والتخّيل لإنسان عانى ما عاناه من توالي الضربات المتتالية التي تبدو كأمواج البحر المتلاطمة لعاصفة هوجاء شديدة تضرب بكل قسوة وعنف دون أي رحمة أو عطف مهما كانت الاسباب والمبررات للحالة التي يكون فيها الانسان .
هذا الإنسان الذي يمكن أن تجتمع ضده بقسوة الحياة مروءة بعض بني البشر الذين تخّلوا عن إنسانيتهم الخاصة المميزة .
لو أردت أن أشرح ما أعانيه من الآم وأحزان كبيرة لاعتبر البعض ان في الأمر مبالغة أو زيادة في الشرح على كل حال الأمور عندي سيان فأحيانا يشعر المرء أنه بحاجة لاحد لكي يفهم مشاعره وأحاسيسه الخاصة في خّضم هذه الحياة والمعمعة التي نحياها كبشر في حياتنا اليومية ولكن شّتان ما بين الإنسان الصادق الوفي المخلص والمرء المخادع الحاقد والكاذب إلى أخر الطريق .
لا ليس في الأمر مبالغة او زيادة بل أن الأمر كما هو وكما أشعره من داخل قلبي في هذه اللحظات والفترة التي أعيشها من حياتي والله تعالى هو الشاهد على هذه الامور والكلمات التي اخّطها والتي تصدر عن شخص عانى ما عاناه ولم يزل في دوامة هذه الحياة القاسية والمؤلمة دوماً .
قد لا يحتاج المرء ليشرح أن ثمة أمور في هذه الحياة تكون بمنتهى القسوة والعنف عندما تضرب الانسان نفسه ومنها أمور عديدة : فقدان العمل او باب الرزق ، عدم التوفيق العام في الحياة ، حوادث او فقدان عزيز او الابتلاء بمرض ما أبعد الله الأمراض والعلل على كل من يقرأ هذه الكلمات وعلى عموم البشرية جمعاء .
أرجوا ان لا يفهم من كلامي أني شخص متشائم ونظرتي للحياة بشكل عام سوداوية ولكن قمة الإنسانية الحقة تكمن عندما يكون المرء في هذه الحياة صريح وواضح وشفاف الى أبعد الحدود في معالجة الأمور على الرغم مما تّقدم من كلمات أسأل الله تعالى لعموم بني البشر في مشارق الأرض ومغاربها تمام التوفيق والنجاح في أعمالهم ودراساتهم والاهم في صحتهم ويحضرني في هذه العجالة قول سّيد البلغاء والفصاحة الإمام علي ( عليه السلام ) عندما يقول :
( نعمتان لا يعرف المرء قيمتهما إلا متى فقدها الصحة والأمان ) .
وعلى الرغم من كل شيء تستمر مسيرة هذه الحياة بكل تناقضاتها نعيشها بكل التفاصيل أحزان وسعادة وأتراح وأفراح أنه سر الوجود ، إنها فعلاً الحياة !!
الحمد لله تعالى على الرغم من كل ما تقدم .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الجمعة 4 تشرين الاول 2013