لبنان عام 2000
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة المشرق – مونتريال
كندا
رقم العدد – 15
الجمعة 5 ت٢ 1999
الخطوات الإدارية والإصلاحية التي تقوم بها مشكورة الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة الرئيس الدكتور سليم الحص ، يجب ان تستمر وبزخم أقوى ، حتى إصلاح جميع مرافق الدولة وطرد جميع اللصوص وسارقي مال الشعب مهما كانت مراكزهم العالية ومحاسبة من يقفون ورائهم من مسؤولين في الدول ، سواء الحاليين أو السابقين مهما كلف هذا الأمر ومهما تكن العواقب والنتائج .
ان الموطن اللبناني الآدمي والحر والشريف ، يريد ان يرى نتائج ملموسة على الأرض ، وذلك بتسمية كل موظف مهما علا شأنه ، اقدم على سرقة أو قبل رشوة ، أو تجرأ وسرق من مال الدولة الذي هو في النهاية حق للشعب .
وحق الشعب يجب ان يعود الى خزينة الدولة ويلقى كل من ارتكب أخطاء وتجاوزات ، عقابه العادل والمنطقي الذي يستحقه .
انا كشاب لبناني مغترب عن وطني منذ ثماني سنوات ، اعتقد انه حان الأوان لنضع  الانسان  المناسب في المكان المناسب ،   قلت  الانسان ولم أقل الرجل  المناسب لان للمرأة الحق في ان تأخذ اي موقع في  هذه الحياة   وقد تنجح المرأة في مراكز  قد يفشل بها  عدة رجال  .
  الانسان المناسب  اذا  يكون  بغض النظر عن انتمائه الطائفي والمذهبي والحزبي ، ونلغي هذه الطائفية السياسية البغيضة من النفوس والنصوص على حد سواء .
أنني اذكر جيدا ان عدة حكومات لبنانية سابقة ، كانت تمنى أعمالها بالفشل الذريع ، لعدم وجود تخطيط وخطط عملية وعلمية للمستقبل ، وكنت أتعجّب كثيرا عندما ارى مهندسا زراعياً يحمل حقيبة وزارة الصحة ، أو طبيباً يحمل حقيبة وزارة الأشغال ، أو
محامياً أو قاضياً يحمل حقيبة وزارة الصناعة .. وهكذا دواليك .
يجب ان نطبّق قاعدة ( الانسان  المناسب في المكان المناسب ) ،  في كل مرافق الدولة ،ومن أعلى الهرم وحتى اسفل القاعدة .
قاعدة اخرى يجب تطبيقها على مستوى واسع وشامل ، لتشمل الجميع دون استثناء وهي قاعدة ( من اين لك هذا ) ؟ ؟؟
فمن غير المنطقي والمعقول ان نرى موظفين بنفس الرتبة ونفس الدائرة أو المؤسسة ، الأول يملك قصرا في الجبل    ، وشاليه على البحر ،  وشقة في بيروت وافخر أنواع السيارات  والحياة الفاخرة الى ابعد  الحدود  .
 اما الثاني فيتصارع مع راتبة الشهري حتى بالكاد يكفيه ، ويكفي عائلته اذا كان متزوجاً ، ويحتاج الى مصاريف إضافية من مأكل وملبس وطبابة وتعليم الى آخر هذه المعزوفة في قاموس الحياة اليومية للإنسان اللبناني النزيه والأدمي على الدوام .
عندما أطالع صفحات المجتمع في المجلات والجرائد ، وارى هذا الكمّ الهائل من الحفلات والمناسبات التي تقام بمناسبة أو غير مناسبة ، أصاب بالعجب من هذا المجتمع اللبناني الذي تحّول الى طبقتين متناقضتين ؛ الأولى طبقة الأغنياء وربما أثرياء الحرب الذين يملكون من الأموال والقصور والسيارات الفارغة ما لا يعد و لا يحصى ، والطبقة الثانية هي الطبقة الفقيرة أو المعدمة ، وقد اصبحت مع الأسف الشديد تشمل نسبة كبيرة جداً من الشعب اللبناني الصابر على الدوام .
ان الشعار الذي رفعه العهد الجديد هو الشفافية والنظافة علي كافة الصعد ، فإذا كان فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود ، يقف ليقول انه هو تحت القانون ، فلماذا لا يكون الجميع تحت سلطة القانون ؟ ؟؟
هذا القانون العادل والنزيه الذي ينصف الأناس الأوادم والأكفاء ، ويعاقب كل مرتشٍ وعابث بقوت الشعب مهما علا شأنه .
ان لبنان الذي نطمح اليه هو لبنان المحبة وتكافؤ الفرص ؛ هو دولة العدالة والمؤسسات الذي يرفع شعارا  هاماً ومؤثراً ، هو مبدأ الثواب والعقاب .
أننا وإن كنا على مسافة شهور قليلة من القرن الواحد والعشرين ، علينا ان نبني وطناً حضرياً على أسس ومبادئ ثابتة ، عمادها الحقيقي هو الإنسان لكي نفخر ونعتز بين الامم بوطن جميل ومميز اسمه لبنان الأخضر الحبيب .
وطني الحبيب لبنان  من داخل قلبي وعقلي   لك  مليون سلام  .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                   الخميس   16      أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x