مأساة الطفولة في وطني
مأساة الطفولة في وطني
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رقم العدد – 2197
الجمعة 11 ك١ 1999
لم أتمالك نفسي وأنا أشاهد على شاشة التلفزيون ما حدث للطفلة ( فاطمة الجاسم ) في مدينة طرابلس في لبنان على يد مخدوميها حنان ومروان حمد ، وشعرت كم يستطيع الانسان ان يكون قاسي القلب متجردا من الاخلاق والضمير والقيم الانسانية الخالدة ، فهذه الطفلة البريئة المسكينة وبدلا من ان تكون على مقاعد الدراسة والعلم ، وجدت نفسها تعمل كخادمة في المنازل ورماها القدر في بيت غابت عنه كل مظاهر الانسانية والعطف على طفلة عمرها عشر سنوات ، فبدا الحقد ظاهراً على جسد الفتاة البريئة حروقا بالسجائر وضرباً بالجنازير الحديدية وكدمات على الجسد النحيل الأسمر ، لماذا حصل هذا الأمر ؟ ومن يتحمل المسؤولية ؟
أهو والد الطفلة الذي أعطاها لتلك العائلة لكي تعمل كخادمة لديهم ؟ هل هي مسؤولية الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية تحديدا ؟؟؟
هل هي مسؤولية الاهل ؟؟ المخدومين ؟؟ المجتمع ؟؟
انها سخرية القدر !
انها جريمة حقيقية وعن سابق تصور وتصميم حدثت لهذه الطفلة البريئة والتي وحتى كتابة هذه السطور تقبع في احدى غرف مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ، تنتظر تحاليل المختبرات وآراء الأطباء اذا كانوا سيعمدون الى بتر أصابع قدميها مجتمعتين ام لا !
انها جريمة بكل ما لهذه الكلمة من معنى وجزاء من قام بها هو العقاب والعقاب الشديد والمؤلم ، حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول لهم ايديهم القذرة بممارسة هكذا أعمال اقل ما يقال فيها انها همجية وحاقدة وتبتعد عن الرأفة وعن كل ما أتت به الشرائع السماوية السمحاء مجتمعة .
أنّ ما حصل لهذه الطفلة البريئة وفي وطن النور لبنان جعلني اشعر بالألم الشديد لهذا المصير الذي حل بطفلة عمرها عشر سنوات لا ذنب لها الا ان القدر رماها بين ايدي اناس لا تعرف الرحمة والشفقة على الإطلاق .
وما آثار استغرابي هو ان السيدة التي تعمل عندها هذه الطفلة هي حامل ، ولا اقدر ان افهم كيف تقوم سيدة تحمل في أحشائها جنيناً وتقوم بهكذا أعمال اقل ما يقال فيها انها وحشية فمن الضرب المبرح الشديد الى تعمد حرق الطفلة بالسجائر في اماكن متفرقة من جسدها بعد نزع ثيابها ومن الضرب بالعصي والجنازير والحديد الى حرمان الطفلة من الأكل والشرب وحتى منعها من الدخول الى الحمام !
كلها أعمال إجرامية يندى لها الجبين الانساني ولا يتحمل رؤية هذا المشهد حتى من كان يمتلك قلبا قوياً واعصاباً حديدية !
انها مأساة وجريمة هزت مشاعرنا بحق الطفولة البريئة التي لا تزال تعاني في وطننا الحبيب لبنان !
اصعب الامور وأشدها ايلاما عندما يتحول بعض الناس الى ما يشبه الوحوش الكاسرة وان بدت على ملامحهم الخارجية اشكال البشر العاديين !!
يا رب عفوك ورضاك .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الخميس 23 أيار 2013