بقلم علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

صدر العدد الثامن من مجلة رؤية في مطلع كانون الثاني 2003 وجاءت كلمة العدد على الشكل التالي:

(أولاً)

“من أجل جالية قوية ومتماسكة”

تستمر وتتزايد بشكل مرتفع الحملة الظالمة على العرب والمسلمين في العديد من وسائل الإعلام في الغرب عامة، والتي تريد لصق صفة الإرهاب والتعصب على كل ما هو عربي، والتي بطبيعة الحال إزدادت شراسة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، هذه الأحداث سبقها وتخللتها وتبعها حملات منظمة في وسائل الإعلام الغربية المسموعة والمقروءة والمرئية. استغل أعداء العرب كل الوسائل المتاحة أمامهم لتشويه وتلويث سمعة العرب، وبكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات مالية وإعلامية هائلة، ولعل صناعة السينما في هوليوود كانت الفيصل في هذا الأمر حيث يتم تصوير العربي على أنه إنسان جاهل ومتوحش وإرهابي يعيش في الصحراء، وهو أي العربي بعيد عن الحضارة والمدنية والديمقراطية التي تتميز بها (إسرائيل) وحدها دون كل الدول العربية حسب ما يتم إظهاره في ذهن الإنسان الغربي العادي.

العدد الثامن من مجلة رؤية

ماذا فعلنا كعرب للرد على تلك الافتراءات والدسائس والتي لا أساس لها من الصحة على الإطلاق؟ فعلى العكس مما يتم تصويرنا به، فإن للعرب فضل كبير على الإنسانية والبشرية جمعاء في تقديم العلوم والطب والرياضيات وما إلى ذلك.

أمام هذه الهجمات المتتالية، المطلوب منا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية ، وإذا أخذنا مدينة وندسور وضواحيها على سبيل المثال، فلماذا لا يتم إنشاء مجلس أعلى أو اتحاد يشمل كل المؤسسات الدينية والاجتماعية يضم ممثل أو اثنين عن كل مؤسسة وتكون مهمة هذا التجمع الاغترابي التحدث باسم الجالية ككل والرد على أي ظلم أو افتراء سواء في وسائل الإعلام أو أي أماكن أخرى، إنه مجرد اقتراح أتمنى أن يلقى الآذان الصاغية لدى القائمين على كل المؤسسات لما فيه خيرنا جميعاً والله الموفق.

(ثانياً)

سيلاحظ القراء الكرام أن هذا العدد الثامن من مجلة رؤية يحتوي على أبواب جديدة ولمسة جديدة على صعيد التصميم والإخراج لندخل معاً إلى عام 2003 الذي نتمنى أن يكون عام الخير والنجاح والتوفيق لعموم أبناء الجالية في كل مكان تصل إليه هذه المجلة، فكل الحب والتحيات للجميع في أعمالهم ودراساتهم وحياتهم.

مجلة رؤية تفتح قلبها وذراعيها لعموم أبناء الجالية الكرام للمشاركة والمساهمة في أي موضوع ثقافي أو سياسي أو فني أو أدبي، ولا بأس من التذكير بأهداف المجلة وهي:

–         أن تكون منبراً نطرح من خلاله القضايا التي تواجهنا في هذه الجالية

–         التعريف بإنجازات ونجاحات أبناء الجالية في كافة الشؤون الحياتية

–         فتح باب التواصل بين أبناء الجالية والمحيط الكندي على كافة المستويات السياسية والقانونية والاجتماعية

–         فسح المجال لأبناء الجالية لنشر أعمالهم الثقافية والأدبية

إنها رؤية جديدة في الإعلام العربي الاغترابي والحر، هذه رؤية التي هي رؤيتكم فساهموا معنا في نجاحها.

في هذا العدد للمجلة حاولنا إضافة أبواب جديدة من وحي ما كان يحدث في منطقة الشرق الأوسط من أحداث يومها وبعد تشاور وأخذ ورد بين اسرة التحرير تم الرأي على إضافة باب المقالات السياسية من كتاب عرب وأجانب وبعضها يختص بالمجلة نفسها فعالجنا قدر الإمكن بالبحث والتحليل ما يجري في المنطقة بشكل عام. نشرنا على أربع صفحات المقابلة القيمة التي أجرتها جريدة السفير يومها بتاريخ الاثنين 2 كانون الأول 2002مع سماحة العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله (طيب الله ثراه) وكانت مقابلة شاملة وهامة تناولت أموراً عديدة.

من الأبواب الجديدة أعطينا حيزاً أكبر للمواضيع الثقافية التي تهم القراء الكرام ومنها شخصية العدد التي تحدثنا فيها عن شخصية عميد الأدب العربي الراحل طه حسين وإسهاماته في الأدب العربي عامة.

أذكر في هذا العدد أنه وصلتني عدة رسائل من القراء الكرام يطلب فيها أصحابها من المجلة أموراً وأشياء تبدو فوق قدرة المجلة وإمكانياتها سواء المادية أو البشرية وأطرف رسالة جاءتني من سيدة تطلب مني التوسط لحل مشكل عائلي حصل بينها وبين زوجها فأذكر أني عملت على عدة أيام متواصلة وبعد جلسات متكررة استطعنا بعون الله إصلاح ذات البين بين الزوج وزوجته، واستطعنا حماية عائلة عربية شقيقة من الطلاق والعذاب وما إلى ذلك.

والطريف في الأمر أني كلما شاهدت تلك السيدة تدعي لي وتقول أن لي في رقبتها دين إلى يوم الدين.

من الأبواب التي أضفناها في هذا العدد فقرة فنون تشكيلية وزاوية الإنترنت وأسراره – مفاهيم فلسفية – إضافة إلى الأبواب العادية التي تتضمن الرياضة المحلية على صعيد الجالية – طبق العدد – الأبراج – تسالي ولا ننسى الاعلانات التجارية التي كانت المصدر والدخل الوحيد لاستمرار وانطلاق المجلة عدداً بعد آخر.   والله   ولي التوفيق  .

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x