نحو لبنان نظيف

0
نحو لبنان نظيف ..
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رقم العدد – 2229
الجمعة 23 تموز 1999
حسنا فعلت الحكومة اللبنانية عندما قررت على ما يبدو ، تطهير الإدارات العامة والمصالح الحكومية ، من جيوش المرتشين والمنتفعين والسارقين لقوت الشعب اللبناني ، الذي كان ينظر بعينيه فقط دون ان يستطيع فعل أي شيء على مدى السنوات العديدة الماضية  فيما يعاني  القسم الاكبر من الشعب اللبناني  حالات من الفقر   والحاجة الماسة الى ابسط امور الحياة من  استشفاء  ومدارس  هذا ناهيك عن مأساة الماسي   وهي عقدة الكهرباء التي  أرهقت  جيوب اللبنانيين وخزينة الدولة بالمليارات من الدولارات  دون اي  نتيجة ملموسة او اي  جهد    يذكر  !!
ان الوطن الحبيب والغالي لبنان  يكفيه فخراً ان يقود سفينة الإنقاذ والتغيير فيه ، رجل شجاع  وقدام ومشهود   بنزاهته وأدميته   مثل رئيس الجمهورية العماد  :  اميل جميل لحود .
ولبنان يزداد فخراً وعزة عندما تكون مهام رئاسة الحكومة مع رجل نظيف وآدمي مثل الرئيس الدكتور سليم الحص ، وليشعر الوطن العزيز وأبناؤه   سواء من المقيمين داخله أو المنتشرين في كل زاوية من زوايا الكرة الارضية قاطبة   ، ونشعر بالفخر أيضاً لوجود وزراء أوادم يضعون مصلحة الوطن والمواطن قبل أي مصلحة اخرى مهما كانت الظروف والعواقب على ذلك .
 لعل المطلوب من الدولة ان تكشف بالأسماء كل التجاوزات والسرقات والاختلاسات التي كانت تحصل في الماضي ، ونشر أسماء الناس الضالعين بهذه الامور على الملأ ، وتقديمهم للمحاكمة ليأخذوا جزاءهم العادل على ما فعلت ايديهم .
الوطن ايها السادة يجب ان لا يكون جبنة ، نعمل على تقسيمها  وتوزيعها على من هم في سدّة القرار ، الوطن هو شيء مقدس يجب المحافظة عليه واعطاؤه بدل ان نأخذ منه لا سيما ان هذا الوطن الحبيب خرج من الحرب القذرة التي عاشها على مدى خمسة عشر عاما منهوك القوى مفكك الأوصال والإدارات .
بوركت ورشة الإصلاح الإداري هذه ، وعلى المسؤولين الذين هم في سدة الحكم الآن ، ان لا يتورّعوا عن كشف كل الأمور التي كانت مستورة ، وتسمية الأمور بأسمائها لان للمواطن الشريف حقاً عليهم بمعرفة كل ما يدور ويحصل في إدارات الدولة بأسرها ، ولا سيما منها المتعلقة بالخدمات العامة والأساسية لكل مواطن لبناني على حد سواء .
ان على الحكومة الجديدة ان تثبت للمواطن اللبناني بأنه يستطيع الذهاب الى أي مؤسسة أو دائرة حكومية ، ويحصل على الخدمة التي يريدها دون ان يستعين بمحفظة نقوده لكي يدفع رشوة لهذا الموظف أو ذاك ، وهذا الأمر يحصل في كل دول العالم المتحضرة اي ان يأخذ المواطن حقوقه من دولته دون اي رشاوى ومحسوبيات ويدفع المواطن فقط اذا كان هناك اي رسوم على اي معاملة وخدمة يحتاجها المواطن في حياته اليومية .
اذكر انه في العام 1983 أثناء ولاية الرئيس امين الجميل ، ضربت عاصفة ثلجية منطقة البقاع ، ومحيط ضهر البيدر تحديداً وقضى عشرات المواطنين داخل سياراتهم بعد ان أقفلت الثلوج الطرق وعدم وجود جرافات وشاحنات وكاسحات ثلوج لإزالة الثلوج المتراكمة على الطريق ، وبلغ عدد القتلى اكثر من مئة شخص يومها ، ولم يكلف اي مسؤول نفسه بأن يقول ان المسؤولية تقع عليَّ أنا ويجب عليَّ أن أتحمل مسؤولية ما حصل واتنحى !!
في كل دول العالم  قاطبة اذا حصلت  اية ماساة او  كارثة  طبيعية  او اي حادث  صغير فان المسؤول  عن هذا  الامر واحتراما لمشاعر مواطنيه يعمد  الى الانسحاب  والاستقالة من المركز الذي يشغله  ، الا في لبنان  والدول العربية عامة فان الشخص  يجلس  على الكرسي  ولا  يذهب  او يتنحى الا  عندما  يريد الباري  عز وجل ذلك   في حالة واحدة  وهي الوفاة والانتقال  الى   دار   الاخرة  !!
ان كل مواطن لبناني حر وشريف ، يريد ويطالب إدارة نظيفة ونزيهة ، تترفع عن كل التجاوزات والسلبيات التي كانت تحصل في الماضي ، للوصول الى وطن مثالي يكون فيه الإنسان اغلى شيء فيه ، ومن ثم يأتي دور العمران وإنشاء الجسور والمطارات وباقي المشاريع الأخرى ، تمهيدا لعودة وطننا الحبيب الى عزه ومجده ، ونفتخر به امام باقي الامم ويعود لبنان الواحد الموحد بعودة الجنوب المقاوم المحرر   قريبا  جدا  واقرب  مما يتصوره البعض  وان غداً لناظره قريب .
الانسان  اولا   اولا اولا   اقولها واكررها على الدوام  ومن ثم  يأتي  دور الحجر  وما الى ذلك  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                       الخميس    23     أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x