همسة الفجر
كانت الساعة تشير الى ما بعد الرابعة بقليل فجر هذا اليوم عندما استيقظ من نومه ، تذكر انه دخل لينام في ساعات الفجر الاولى وها هو يستعد ليوم أخر في عمر غربته البعيدة تلك .
اليوم هو الاثنين 17 أذار 2014 درجة حرارة الطقس في الخارج هي 13 درجة تحت الصفر ، واذا ما تم قياسها مع نسبة الرياح فانها ستصل الى 21 درجة تحت الصفر ايضا وايضا . القى نظرة عابرة على روزنامة مواعيده اليومية فوجد ان يومه هذا حافل بالمواعيد والامور التي عليه انجازها لليوم .
يتذكر دوما ملاحظات وامور توجه له على سبيل الدعابة بأنه في عصر ( الأي فون والكومييوتر ) وكل جديد في عالم التكنولوجيا لا يزال يصر على الورقة والقلم لكتابة ملاحظة هنا ، وورقة للتذكير بموعد ما هناك ، تكاد الاوراق ان تكون جزء مهم وضروري في حياته اليومية .
الاوراق تنتشر في كل مكان في البيت ، السيارة في جيوبه ايضا وايضا . تذكر ان طبيب العائلة طلب منه بعض الفحوصات العامة ومنها فحص للدم الذي يتطلب الامتناع عن الاكل والشراب لمدة تزيد عن 12 ساعة وها هو ينتظر حتى موعد فتح المختبرات التي سيقصدها ابوابها في هذا الصباح البارد والقارس في أن معا .
وقف امام شباك غرفته وتأمل في الخارج قليلا ، بدأت خيوط الفجر الاولى بالظهور ، الاشجار الشاهقة بدت اغصانها عارية تماما وبقايا الثلوج الكثيفة التي تساقطت في الاسابيع القليلة الماضية تنتشر في كل مكان .
بعد قليل من الان سينطلق لأنجاز المواعيد المتلاحقة التي عليه انجازها لليوم . يتذكر على الدوام وجه والده الراحل وتلك الابتسامة الرائعة التي كانت تزين الوجه الطيب والمليء بالحب والطيبة رحمه الله تعالى فقد كان كل شيء بالنسبة له ، يشتاق لرؤية وجه والدته الحبيبة التي لا هم لها في هذه الحياة الا الدعاء لله تعالى بأن يحفظ اولادها شأنها ككل الامهات الطاهرات .
استعد للخروج من المنزل وكلمة : يا رضى الله ورضى الوالدين ترافقه في هذه اللحظات وطوال نهاره وليله وحتى أخر يوم من حياته هذه .
يا رضى الله ورضى الوالدين .
مضى الى يوم أخر من عمر غربته البعيدة والقاسية في أن معا .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الأثنين 17 أذار 2014