أخلاق ومزايا رجل

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

رسائل الى المحرر

مجلة الحوادث – لندن

بريطانيا

رقم العدد – 2171

الجمعة 12 حزيران 1998

شاب في حوالي الثلاثين من عمره  اهم صفة من صفاته انه  طيب القلب ، مؤمن بتعاليم الله تعالى ويعمل بهذه التعاليم في كل لحظة من لحظات حياته ، دخلت الى المحل الجديد الذي افتتحه مؤخراً في وندسور   باركت له  افتتاح المحل  كعادتي عند افتتاح اي محل اومؤسسة عربية في هذه المدينة  لاي اخ او اخت عربية من كافة الاقطار العربية الشقيقة    ، سألته عن الأحوال والصحة والعمل فحمد الله كثيراً كعادته وأردف قائلا « كل بداية ربما تكون صعبة قليلاً والمحل الذي أملكه يحتوي على مواد غذائية ومشروبات غازية ودخان الى آخره   ، وأضاف محدثي قائلا « كما تعلم الجالية العربية اصبح عددها لا يستهان به في هذه المدينة وبعض الزبائن يسألون عن مواد  ومنتوجات غذائية عربية    يحتاجها المهاجرون العرب في  منازلهم   للحياة اليومية وما الى ذلك      .

قلت له وما المشكلة ولماذا لا تخصص قسماً من هذا المحل لبيع المواد الغذائية العربية ما دام هناك بعض الزبائن العرب الذين يأتون الى محلك ويطلبون بعض المأكولات والمنتوجات العربية فلماذا لا توفر هذه المنتوجات الى الزبائن  ؟؟؟

وكم كانت دهشتي عظيمة عندما قال لي « صحيح ان الزبائن العرب يريدون منتوجات ومأكولات عربية ولكني لا استطيع ان أبيع هذه المنتوجات في محلي لان جاري في الجهة المقابلة يبيع نفس المنتوجات »

فتعجبت اشد العجب وقلت له : يا اخي وصديقي لكل انسان رزقه في هذه الحياة وما تطرحه أمر غير عادي في دنيا التجارة فصاحب المحل المقابل لمحلك يبعث الله له الرزق وانت الأمر نفسه ولكن صديقي شرح لي وجهة نظره القائلة :  انا مبدأي في الحياة لا يتغير حتى ولو  اضطررت الى اغلاق المحل   !!

ومرت ايام معدودة ومررت في الشارع الذي فيه محل صديقي فوجدته فارغا وعلى واجهته الخارجية إعلان « ان هذا المحل برسم الإيجار ».

ووجدتني أقف محتارا بين ما   قاله  امامي  ذلك الشاب اليافع  بقوله  بانه لا يحب ان يزاحم أحدا على رزقه وفكره ان الرزق هو من الله تعالى يعطيه لكل عباده على حد سواء  ،   ما استوقفني هو ما عهدته في هذا الشاب من أخلاق وصفات حميدة تبقى ملازمة له

 أينما حل في اي زمان ومكان .

سبحان الله تعالى فعلا  الدنيا  ارزاق     ولله في خلقه شؤون  .

                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .