أنها  الحياة

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور   كندا
أبصر النور كالولد البكر لتلك العائلة الصغيرة المتواضعة التي جاهد رب الأسره فيها حتى وفاته بشكل مفاجئ  اثناء  ذهابه  الى عمله اليومي  كالمعتاد  .
منذ اللحظة الأولى لولادته وعلى الرغم من انه عاش طفولة عادية أسوة  باترابه  من الصغار ، الا انه شعر بان حظه في هذه الحياة مختلف عما يراه مع باقي الاطفال الذين في سنه .
مّرت الايام والشهور والسنين وكانت التجارب تتوالى امام ناظريه وتتلاحق مسرعة فكان لا يقدم على اي أمر ويحالفه النجاح والفوز وهو أمر آثار استغراب القريب والبعيد منه على حد سواء .
كان ولم يزل يحمل في قلبه الصغير كل الحب والخير لعموم البشر في هذه الحياة  ، تعّود ومنذ الصغر ان لا يفسح اي مجال أو باب لدخول الأحقاد والكراهية الى داخل قلبه بل انه على العكس من ذلك كان ولم يزل حتى هذه اللحظات متسامح ومُحّب لباقي البشر على الرغم من عشرات المواقف التي شعر فيها بالظلم الشديد يقع على كاهله لسبب بسيط ووحيد وهو طيبة قلبه الزائدة عن حّدها أحياناً كثيرة وهو أمر خبره ومّر امام ناظريه مراراً وتكراراً .
يجلس مع نفسه ويسأل السؤال المتكرر الذي يراود ذهنه وعقله على الدوام  :
لماذا يشعر الإنسان الطّيب والمستقيم إلى ابعد الحدود والذي يتّقي الله في كل حركة من حركات حياته اليومية انه إنسان مظلوم ومهضوم الحقوق من قبل الآخرين ، بل انه يدفع أثمان غالية لم يرتكبها أساساً وتراه بسيط وقانع بما كتب عليه في هذه الحياة ، لماذا ؟!
يُردّد بينه وبين نفسه أيضاً انه لو كانت ايام السعادة والفرح في حياته تقاس بعدد الايام فقط فان عمره الذي شارف على الخمسين من السنوات ، هو عدة ايام فقط لما مّر عليه في هذه الحياة من تجارب وأمور مريرة وقاسية وأشد ايلاماً وقسوة .
في يوميات حياته العادية تحصل معه أمور وقصص لا يبوح بها الى احد حتى الى اقرب الناس اليه ويُفضّل ان يحتفظ بتفاصيل تلك الأمور داخل قلبه لانه لو تحّدث بها امام الآخرين ومهما كانت العلاقة قوية معهم فإنهم سيعتقدوا ولو لدرجات قليلة بانه يبالغ بوصف ما يجري معه ولهذه الاسباب فان الامور تبقى داخل صدره وداخل قلبه تحديداً ، المكان الأمن والموثوق لكل أسراره وأخباره ومعاناة الحياة معه تحديداً .
هو يعرف ويدرك تمام المعرفة ان الله تعالى خلق الانسان بأجمل تقويم وشكل مُعّين وان هذا الإنسان نفسه هو عرضة للاختبار من قبل الباري عّز وجّل وقد يكون الاختبار والإبتلاء أقسى مما يتصوره بعض الناس ،  وقد يكون هذا الأمر هو مسألة عدم التوفيق في الحياة عامة ، أو نقص في الرزق أو حرمان من الابناء والبنات ، وقد تكون في مكان ما على صورة الابتلاء بمرض ما ( أبّعد الله تعالى كل الأمراض والعلل عن جميع البشر ) ، هنا في هذه المواقف يظهر الإنسان الحقيقي على حقيقته في تّحمل هذه الامور أو الاعتراض عليها ( لا سمح الله ) وهنا تظهر بشكل حقيقي وظاهر إنسانية الإنسان .
وعلى الرغم مما هو عليه من محن يفاجئ أحياناً كثيرة بأناس يقولون امامه انه موضع حسد وغيرة !!
لماذا لان الناس تّكن له كل الاحترام والحب والمودة وهو أمر يفرحه الى آخر الحدود لان محبة الناس واحترامها أمر بالغ الأهمية وهو أمر يسعده ويفرحه على الدوام .
انه بأختصار شديد  قانع بما اعطاه الله تعالى  من نعم   والكلمة الي ما فتىء  يرددها  على مدار الساعة  هي : الحمد لله على كل شيء  .
فعلا هنيئا له  حياته تلك   وقناعته الغريبة في الحياة مع انه لا يملك  الا قلب صغير  يحب به الناس  وحتى اخر يوم من حياته في  هذه الحياة  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الجمعة     12           تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x