استراحة مهاجر – آه يا بنت جبيل

إستراحة مُهاجر 
آه يا بنت جبيل 
بقلم  : علي ابراهيم طالب
وندسور   كندا
المكان : قاعة الإحتفالات  الكبرى في المجمع الإسلامي الثقافي في مدينة ديربورن  بولاية ميشيغان  الأميركية .
الزمان : الأحد 22 تشرين الثاني 2009
الحدث : ذكرى مرور أسبوع على وفاة كوكبة من أبناء بلدة بنت جبيل الجنوبية .
أول شعور يخالجك وأنت تشاهد أمام ناظريك حشود المشاركين في هذه المناسبة من أبناء تلك البلدة الجنوبية اللبنانية المحاذية تماماً لفلسطين المحتلة ، تسأل نفسك ما هو هذا السر الذي اقتلع بنت جبيل من مكانها الأساسي هناك في الوطن الحبيب والغالي لبنان  ، ووضعها هنا في ولاية ميشيغان الأميركية وهذه المدينة الأميركية تحديداً وهي ديربورن وضواحيها من المدن المحاذية لها تماماً .
تحسب ان كل أبناء البلدة موجودين داخل هذه القاعة فالمناسبة غالية والخطب جلل وستة من عائلات بنت جبيل فجعت بفقيد أو فقيدة   عائلات   :  بيضون _ عبدالله _ طنانة _ فرج _ دباجة  وعائلة  طالب كل هذه العائلات مجتمعة طرق الموت أبوابها وخطف منها غالباً سواء عن طريق المرض العضال او حادث سير مأساوي كما حصل مع فقيد الشباب والإيمان المرحوم المهندس نجيب محمد علي طالب الذي فارق الحياة في مدينة سيدني في استراليا على اثر حادث سير مروع عن عمر يناهز الواحد والثلاثون عاماً في مفارقة غريبة في حياة المغتربين والمهاجرين اللبنانيين عن وطنهم الأم   ، فالفقيد الراحل  ولد في الكويت وتوفي في استراليا في مسلسل هذه الغربة المريرة التي نحياها يوماً بعد يوم .
أصبح الموت في حياتنا جماعياً كما أعلن مرشد ذلك المجتمع الشيخ عبد اللطيف بري وأصبح يأتي بمواكب كبيرة يحمل معه الاعزاء ويمضي مسرعاً وقد صدق في ذلك الأمر .
وكأن تلك المناسبة تكاد لا تكفي ، ستة أشخاص أنتقلوا إلى رحمة الله تعالى في أسبوع واحد ومن نفس البلدة وفي ذكرى الأسبوع تتوفى امرأة من نفس البلدة من آل شامي .
موسم أحزان والام متواصل نحياها في هذه الغربة بعيداً عن الوطن والأهل والأصدقاء .
عشرين دقيقة تحتاجها للعبور من كندا إلى أميركا وبالعكس ، هذا مع الأخذ بالاعتبار مسألة الازدحام سواء ذهاباً او أيابا.
والأمر واحد ومشترك فالغربة هي واحده وموحدة سواد اكنت تعيش على هذا الجانب الكندي من الحدود أو على المنقلب الآخر في الجانب الأميركي فالشوق والحنين الى الوطن واحد لا يختلف .
شؤون هذا العالم وشجونه كثيرة ومٌعّقدة ومتداخلة والاعمار دوماً تكون بيد الله تعالى والموت هو محطة لا بد لكل كائن بشري من أن يتوقف عندما او التأمل بها ولو بين حين وآخر .
سئل احد المعمرين يوماً وهو من الحكماء كيف استطاع ان يُعّمر طويلا ؟ فأجاب :
(( أغلقت فمي فمنعت دخول الطعام الزائد عن حاجتي اليه . ومنعت خروج الكلام التافه منه ، لأنني أعرف أن الإسراف في الطعام يُقصّر العمر ، والإسراف في الكلام يحرق الأعصاب ، فأغلقت شفتي أكثر مما فتحتها )).
إنها ديربورن أذاً إلتي استطاعت وبقدرة قادر على سحب بنت جبيل وأبنائها ليعيشوا على أرضها ويكون عدد سكان البلدة هناك في ديربورن اكثر بعشرات  المرات من أهالي البلدة التي يعيشون فيها   .
انه شعور تختلط فيه الالآم والاحزان على أجيال بعيدة عن وطنها الأم ، انه أمر غريب وعجيب في آن معاً .
أعزي من كل قلبي كل عائلة فقدت غالي وحبيب ، أن لله وان اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحده القادر على كل شيء .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الخميس   31                      تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x