الإمام السيد موسى الصدر

الإمام السيد موسى الصدر
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة صدى المشرق – مونتريال
كندا
العدد 40
الاثنين 7 شباط 2000
تحفل حياة الأمم على الدوام برجال يتركون بصماتهم في كل موقع حلُوا به ، أو مجتمع تحدّثوا اليه .
الإمام السيد موسى الصدر هو من هذا النوع من الرجال ، رجل استبق مرحلته وعصره بفترات كبيرة ومميزة ، ومن يعود الى الكلمات التي قالها السيد موسى يكتشف انه تنبأ بأمور عديدة وهامة على الساحة اللبنانية خاصة ، وعلى صعيد الوضع العربي بشكل عام .
ركز الإمام الصدر في مجمل أحاديثه وخطبه على الخطر المتمثل بالعدو الصهيوني ، وما يكيده هذا العدو من حقد وفتن بحق لبنان وشعبه ، وما الحرب الرهيبة التي دارت على الأراضي اللبنانية على مدى خمسة عشر عاما ، الا المثال الواضح والأكيد لما كان الإمام يقوله ويردده على الدوام من ان لبنان ممزق ومريض هو ما يسعى له العدو ويعمل جاهدا لتحقيق هذا الأمر على كافة الصعد .
أحاول في هذه العجالة وان ساعدتني الذاكرة بتذكر ما كان الإمام الصدر يقوله ويردده على الدوام :
” إسرائيل شر مطلق ، والتعامل معها حرام “
“التعايش الإسلامي المسيحي في لبنان ثروة يجب التمسك بها “.
” لبنان كالطائر لا ينهض إلا بجناحيه المسلم والمسيحي ” إضافة الى الكثير الكثير من المواقف المشرفة التي وقفها هذا الرجل طوال حياته .
أذكر أنني شاهدت الإمام شخصياً للمرة الأولى في محلة النبعة ، إحدى ضواحي بيروت حيث كنا نسكن وذلك في العام  1975 وذلك أمام حسينية ( آسرة التآخي ) كما أذكر ، ولا أدري حتى اليوم كيف استطعت الإفلات من حصار والدتي عليّ يومها ، طبعاً بسبب
الاحداث  التي  كانت   تباشيرها المشؤومة قد بدأت ، وذهبت الى حيث الاجتماع الذي كان الإمام الصدر سيعقده مع أهل المحلة يومها .
طبعا يومها شاهدت الإمام الصدر وجها لوجه بعد أن كنت أشاهده  في الصحف أو على شاشة التلفزيون ، في الحقيقة كان منظر الرجل ملفت للنظر فهو طويل القامة ، مهيب الحركة ، إضافة الى انه متحدث رائع ، حاولت ان افهم يومها وبعقل طفولي ، أو ان استوعب كل كلمة قالها الإمام موجها حديثه للحشود الغفيرة التي اجتمعت لتستمع اليه يتناول اخر التطورات والأحداث يومها على ما أذكر .
كان الإمام الصدر رجل حوار من الطراز الأول ، وخصوصا على مستوى الأديان ، فكان مثلاً يصلي في كنيسة ، كما لو أنه في أي جامع ، لغته كانت التسامح الى أبعد الحدود ، والشيء الأكيد ان الإمام السيد موسى الصدر كان رجلاً يستبق المراحل والذي كان يشدد على الدوام ، بإيجاد مجتمع قوي متماسك كقوله في إحدى المناسبات ( .. نحتاج الى ان نكون مجتمعاً واحداً يصب كل طاقاته وقدراته في مصب واحد لبناء الأمة والمجتمع بناء سليماً ).
عمل الإمام الصدر جاهدا على المحافظة على الوطن الحبيب والغالي  لبنان   مختلف الصعد ، وذلك بوجود احترام وثقة متبادلة بين جميع اللبنانيين على مختلف مشاربهم وطوائفهم ، والوقوف بحزم ضد العدو   الذي ما برح يكيد للبنان وشعبه المكائد والشر وما العدوان المستمر بشكل يومي على الجنوب اللبناني المقاوم والبقاع الغربي الا الدليل الدامغ  على هذا الأمر   الذي  حذر منه الامام المغيب  مرارا  وتكرارا    ،  ان الإمام السيد موسى الصدر كان رجل من طراز مختلف ، لمراحل عصيبة ودقيقة .
من هذا القلب الانساني  المعذب  دعاء الى الله تعالى  بأن  يعيد  الامام السيد موسى الصدر   ورفيقيه   الشيخ  محمد يعقوب   والصحفي الاستاذ  عباس  بدر الدين      ،  انك يا رب سميع  مجيب الدعوات    .
الامام السيد  موسى الصدر  رجل  المواقف  الحرة والشريفة  ، لذلك  خافوه  وغيبوه    .
يا  لقذارة  ما فعلوا    ،  شلت   ايديهم  الاثمة  المجرمة  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                   الاحد  12          أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x