الحسد تلك الآفة القاتلة

علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة صدى المشرق – مونتريال
رقم العدد  284
الثلاثاء  ٦ نيسان  2010
تقول حكمة متداولة بين الناس : لله در الحسد ما اعدله بدأ بصاحبه فقتله !! لعل الحسد أكثر عادة سيئة وقاتلة يصاب بها أي شخص في هذه الحياة بحيث تدخل هذه الصفة المقيتة إلى كل مساحات هذا الشخص وتحوله إلى ما يشبه الوحوش لا هم ولا هدف له في هذه الحياة إلا حسد الآخرين والنظر إليهم . وأحيانا إذا رأى النعمة على احد ما تمنى زوالها عنه . حدثني احد الأشخاص يوما عن حادثة حصلت معه عندما طلب منه أحدهم أن يعمل معه في المؤسسة التي يملكها واتفقا على الأجرة وكافة الأمور الأخرى وقال (قبلت العرض وبدأت العمل ولاحظت انه يراقبني كيف أتعامل مع الزبائن والطريقة الخاصة بي في التعامل مع الآخرين إلى أن فوجئت يوما بصاحب هذه المؤسسة يقول لي لو تأخذ كل أموالي وهذه المؤسسة وتعطيني شخصيتك التي تحملها !! )
 يضيف ذلك الشخص ( لم يمضِ على هذه الحادثة أسبوع واحد حتى استدعاني صاحب المؤسسة إلى مكتبه وأبلغني انه لأسباب خاصة قرر الاستغناء عن خدماتي ولم يكد يمضي على وجودي  أكثر من شهر فشكرته وغادرت بعد أن عرفت انه إنسان حسود يغار من نجاح الآخرين على الرغم من امتلاكه للمال الوفير الذي جعله يفكر انه يستطيع شراء الناس والتحكم بمصائرهم وحياتهم ).
وفي حياتنا اليومية سواء في بلاد الاغتراب والهجرة هذه ، أو في أوطاننا الأصلية نرى بأم العين نماذج لبعض البشر من الذين أضاعوا بوصلة إنسانيتهم بالسير في طريق الحسد والأنانية لمحاربة كل شخص ناجح وأمين في هذه الحياة لا لسبب إلا لشعور بالنقص أمام نجاح الآخرين وتفوقهم فيشعر ذلك الحاسد بالنار تأكل داخله ويتحول إلى ما يشبه الثور الهائج التي أثخن بالجراح ولا يعرف في أي اتجاه يسير تسبقه أصوات نحيبه التي تملأ الآفاق فتراه يذهب ذات اليمين وذات اليسار دون أي هدف أو اتجاه . هذا نموذج يعيش في المجتمع وكل همه مراقبة الآخرين ومتابعتهم وخصوصا الناس الذين خصهم الله تعالى بموهبة النجاح والتوفيق في أعمالهم ودراستهم وأمورهم الخاصة ويعيشون حياتهم بكل هدوء ويكنون للآخرين كل احترام ومودة كل هذه الأمور مجتمعة لا تعجب ذلك الشخص الحاقد والغيور فترى آلة الحقد والأكاذيب  والأضاليل توجهت منه إلى أولئك الأشخاص الذين شقوا طريق النجاح بالجهد والتعب والعرق فيحاول وهو الفاشل والحسود التطاول على من نجح وانطلق في هذه الحياة بكل ثقة نفس وعزم أكيد للنجاح الثابت والمستمر .
قد يقول قائل أن طبيعة وتركيبة كل مجتمع تلحظ وجود أصناف البشر باختلاف الشخصيات وطريقة التفكير ورؤية الأمور فما أجمل أن يتحلى كل كائن بشري بالصفات الإنسانية التي أعطاها الله تعالى لبني البشر وان يزيل كل واحد منا من قاموس تعامله اليومي كلمات مثل الحسد والغيرة لما فيه مصلحة البشرية بأسرها وقانا الله وإياكم من شر الحاسدين والغيورين انه سميع مجيب .

على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

           علي ابراهيم طالب
            وندسور    كندا
         للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
       الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك    FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
     الجمعة   12  نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x