الحكومة اللبنانية والإعلام

الحكومة اللبنانية والإعلام
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة المرآة – مونتريال
رقم العدد – 13 – (22)
الأربعاء  13 ت٢ 1996
قد يقول قائل أن من حق الحكومة اللبنانية أن تتخذ القرار المناسب فيما يتعلق بتنظيم الإعلام على الساحة اللبنانية وهذا ما لا يختلف عليه عاقلان .
ولعله من الطبيعي جداً أن يصار إلى تنظيم الإعلام في لبنان بعد الحرب المدمرة التي حلت بوطننا الحبيب على مدى خمسة عشر عاما لاسيما متى عرفنا أنه يوجد في لبنان أكثر من 52 محطة تلفزيونية وعشرات الإذاعات والعشرات من الجرائد اليومية والمجلات الشهرية والأسبوعية والدوريات أضف إلى ذلك ما تنتجه المطابع يوميا من كتب تضاف إلى ما سبق  ،  لتعرف بيروت على أنها عاصمة الكتاب العربي دون منازع باعتراف الأشقاء العرب جميعهم بذلك .
المهم مما تقدم الإشارة إلى القرار الذي إتخذه مجلس الوزراء اللبناني مؤخراً والقاضي بالسماح والترخيص لعدة محطات تليفزيونية بإذاعة الأخبار والأمور السياسية دون غيرها من المحطات الأخرى  ، وقد تفاعل هذا الأمر وجرت إعتراضات كثيرة على هذا القرار واعتبره البعض مجحفا فيما إعتبره أخرون أنه قرار مسيء إلى الحرية والديموقراطية التي تميز بها وطننا الحبيب منذ اللحظة الأولى لولادة هذا الوطن العزيز .
ما أحب أن أورده في هذه المقالة وهو رأيي الشخصي أنا أقدمه كإنسان لبناني مغترب عن وطنه منذ 6 سنوات ، ولكن الوطن وهمومه وشجونه تتحرك مع دمى على مدار الساعة واستغراب أن لا يشمل الترخيص الذي حصل مؤخراً أحد أجهزه إعلام المقاومة وهي التي تحمل عبء التحرير ويخوض رجالها المقاومون الأبطال وعلى شكل يومي أروع الملاحم البطولية ضد قوات الإحتلال الصهيوني الغادر الذي يحتل جزءا غاليا ومهما من الجنوب اللبناني العزيز والحبيب .
أنا مع أن تقدم الحكومة على معالجة وضع الإعلام في لبنان بشكل موضوعي وعملي ولكن ليس بطريقة المحسوبيات والوساطات والأجواء التي كانت سائدة وأدت إلى الحرب اللعينة التي حلت بوطننا الحبيب على مدى سبعة عشر عاما مضت .
من غير المعقول والجائز على الإطلاق وأنا أعود مجددا وأقولها هنا كإنسان لبناني مهاجر عن وطنه ولكن قضية الوطن في دمي وقلبي أقول من غير المعقول أن تظل قوات الإحتلال الصهيوني الغادر تقصف العديد من القرى والبلدات في الجنوب اللبناني الحبيب ،  فيما عشرات المحطات التليفزيونية تعرض حفلات عروض الأزياء والأشياء التي ممكن أن تؤجل عرضها في سبيل بث أخبار عن عدوان صهيوني غادر مستمر على وطننا لبنان ولاسيما جنوبه المقاوم العزيز .
إذا كانت الحكومة اللبنانية جادة في مسألة الإعلام فلتكن هناك خطة إعلامية علمية وتأخذ بعين الاعتبار أن هناك أرضا لبنانية لاتزال محتلة ويجب أن تولى هذه القضية الاهتمام الكافي على مختلف الصعد ، هل لنا مثلا أن نتصور مدى الغبطة والفرح التي يشعر بها أهلنا وأبناء شعبنا المقاومون داخل الشريط الحدودي المحتل عندما كان تليفزيون المقاومة يعرض العمليات البطولية والنوعية التي يقوم بها المجاهدون والثوار وما تتركه هذه العمليات على نفوس الأهالي والمواطنين من عزيمة قوية ومعنويات عالية تجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحيدين في المعركة وإنه ببطولة الثوار المقاومين وصمود شعبنا الصابر سيزول الإحتلال البغيض وستعود بنت جبيل ومرجعيون وحاصبياوكل القرى والبلدات المحتلة إلى كنف الوطن الحبيب والأم .
أضف إلى ما تقدم فهناك مسألة إنسانية وهي تتعلق الآن بالعائلات اللبنانية التي يعمل معيلها أو معيلتها في تلك الوسائل الإعلامية ومن غير الجائز أن نرمي بهؤلاء إلى الشارع بين ليلة وضحاها ونقول لهم أن لا عمل لكم بعد اليوم ، هذا ظلم ولا يتقبله عقل إنساني متفهم وعاقل .
قد يقول قائل أن معظم المحطات التليفزيونية التي تبث الأخبار والبرامج السياسية لا تلتزم الحد أدنى ومعقول من الأمور المتوجب مراعاتها ، لاسيما في مجتمع مثل المجتمع اللبناني ، حسنا فليكن هناك رقابة من الدولة مثلا أو رقابة ذاتية من كل مؤسسة على نوعية الأخبار والبرامج التي تبثها كل محطة وكل مؤسسة تخالف هذا الأمر تتطبق عليها القوانين اللبنانية .
المسألة أيها السادة بحاجة لإعادة النظر فليكن الإعلام سلاحا بيدنا ضد العدو فمن غير الجائز على الإطلاق أن يورد تليفزيون لبنان الرسمي خبراء يقول فيه : ” دارت إشتباكات بين مسلحين والجيش الإسرائيلي في الجنوب ” !!!
المسلحون الذين ذكرهم التلفزيون هم أبطال وثوار المقاومة و( الجيش الإسرائيلي ) هو جيش الإحتلال الذي يحتل الأرض ويعربد في السماء ويقتل الأطفال والمدنيين العزل على الأرض .
رسالة محبة أوجهها إلى الحكومة اللبنانية الموقرة فهل من مجيب ؟؟!!
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         السبت   15      حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x