الربيع الدائم

علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
رقم العدد – 2791
الجمعة  ٢٠ نيسان  2010
اليوم هو الاثنين اول أيام الأسبوع واليوم الأول في شهر آذار لهذا العام  ٢٠١٠ إذن هو بداية الشهر الثالث لهذا العام الجديد الذي مضى على حلوله بيننا شهران من الايام والأسابيع بالتمام والكمال .
شهر آذار نعرفه نحن المهاجرين من الوطن العربي بشهر الربيع والعطاء والأمومة ففي التاسع من كل آذار كنا نحتفل في الوطن الحبيب لبنان بعيد المعلم ونردد مع أمير الشعراء   :
 قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا .
وفي الواحد والعشرين من آذار عيد ليس كباقي الأعياد انه عيد العطاء والمحبة والحنان عيد الأمهات فتحية قلبية عطرة إلى أمي وكل أمهات العالم وان كانت هذه البلاد تحتفل بعيد الام في التاسع من شهر أيار من كل عام ، فإلام بحنانها وعطائها وتفانيها  يليق بها  ان يكون كل يوم أيام السنة عامة عيداً لها .
يواجه المرء العادي منا ولا سيما نحن كمهاجرين ومغتربين  او بعيدين  عن الوطن الام والأهل والأرض ، الكثير من الصعاب والمسائل التي تواجه كل فرد في حياته الخاصة وقد يتعرض كل شخص في هذه الحياة مسيريه العامة الى تجارب وأمور يعتبرها بمثابة امتحان لكل فرد في مسألة الصبر وتحمل الآلام والمشقات العديدة التي نواجهها في حياة كل فرد  في حياتنا  وان أتت بصور وتعابير مختلفة فالحياة هي عبارة عن أفراح تتمثل بالزواج والنجاح والتوفيق في العمل وفي مجالات أخرى من الحياة ، وقد تكون أتراح وأحزان تتمثل أقصاها وأشدها ايلاما بالحزن على فقدان عزيز وغالِ على قلبنا وبشكل مفاجئ على اغلب الأحيان والأمثلة والشواهد على هذا الأمر اكثر من أن تعد أو تحصى .
هنا في هذه اللحظات العصيبة تكمن قدرة الإنسان والكائن البشري على تحمل هذا الأمر واعتبار إرادة الله تعالى هي الأقوى وليس علينا نحن البشر الا الرضوخ والخضوع بكل إيمان وتسليم إلى إرادة الباري الجبار بما كتب علينا على الدوام .
دعونا نعود كلنا كبشر إلى إنسانية الإنسان الذي يضع ميزان الضمير في كل حركة وثانية من حركات حياته اليومية وذلك بالبعد عن الظلم والتجني على الآخرين مهما كانت الأسباب والمبررات التي تعطي في مثل هذه الأحوال .
قد ينسى البعض منا أو يحاول أن يتناسى أننا نعيش في مجتمع غربي مختلف ومتمايز عما عهدناه في مجتمعنا الشرقي بشكل عام ، فهناك قيم ومبادئ وأسس على المرء منا ان لا يُفرط بها مهما كانت المغريات والتي قد يُقدمها البعض للسير في طريق الأخطاء والآثام والتعدي على حقوق الأخرين وممتلكاتهم    سواء المعنوية اوالمادية  .
 فهل فكر كل واحد منا كمغتربين ان يكون سفيراً مخلصاً وغير معين بأوراق رسمية لوطنه بان نظر امام هذا المجتمع الغربي بأبهى صوره ونعطي للآخرين أجمل الصور البديعة عنا وعن تراثنا ومعتقداتنا  بكل  ما اوتينا من قوة ونشاط    .
  لنتخذ من الربيع الصافي أمثولة نحتذي بها في تأخينا ومساعدتنا لبعضنا البعض في غربتنا هذه للوصول إلى ابعد الحدود ، فهل نفعل ؟
                اسأل الله تعالى ان تكون   حياة  كل من يقرا كلماتي  هذه    ربيع  دائم   لان الربيع يعني العطاء    والجمال   الى ابعد الحدود  .
               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

              علي ابراهيم طالب    وندسور كندا
               للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك    FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
          الثلثاء  9   نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x