الساحرة المستديرة والمثيرة

الساحرة المستديرة والمثيرة
بقلم : علي ابراهيم طالب
وندسور    كندا
 مجلة   الحوادث
لندن     بريطانيا
 رقم العدد    2834
الجمعة    25     شباط
 2011
 أكتب هذه الكلمات عندما كنا نعيش في حمى نهائيات كأس العالم لكرة القدم وذلك في 28 حزيران 2010 ، بالأمس صعقت ألمانيا المنتخب الإنكليزي العريق بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليلحق منتخب إنكلترا بمنتخبات فرنسا وإيطاليا من القارة الأوروبية الخاسرة والعائدة الى بلادها ، وبعد ظهر الاحد جرت مباراة بين الأرجنتين ومنتخب المكسيك استطاع الفريق الأرجنتيني الفوز بنتيجة    ثلاثة اهداف  مقابل هدف واحد  ليخرج الفريق المكسيكي من البطولة ويعيده الى اميركا الشمالية .
في لبنان الوطن الغريب والعجيب في أموره وشجونه شاهدت تقريراً تلفزيونياً على قناة الجديد الفضائية أعده المراسل اللامع رياض قبيسي عن ردة فعل سفراء الدول المشاركة في المونديال والمعتمدين كسفراء لبلادهم في لبنان وهم يشاهدون أعلام بلادهم في طول لبنان وعرضه ترفع في كل مكان في الشوارع ، على الابنية ، على السيارات على شرفات المنازل والله اعلم اذا ما وصلت تلك الاعلام المختلفة الى غرف نوم اللبنانيين ام لا ؟!!
عبر اولا الوزير المفوض في السفارة البرازيلية عن سروره وفرحته وهو يرى عشرات الآلاف من الاعلام البرازيلية ترفرف في كل أرجاء لبنان واعتبر ان هذا الأمر يتميز به الشعب اللبناني عن باقي شعوب العالم بأسره !
ويضيف الوزير البرازيلي في السفارة بلاده في لبنان انه لم يشاهد طيلة حياته الدبلوماسية ما يشاهده في لبنان من رفع أعلام للدول المشاركة في المونديال ، وهنا أريد ان أؤكد على ما قاله الوزير البرازيلي وأقول له انه لم ولن يشاهد اي شعب مثل الشعب اللبناني يهتم برفع أعلام بلاد الاخرين وينسى على الاقل علم بلاده !!
السفارة الألمانية في بيروت بدورها تناست وجود الآلاف المؤلفة من الاعلام الألمانية أيضاً في كل لبنان وطلبت من السلطات اللبنانية إزالة الاعلام الألمانية من كل مكان ولا سيما الاعلام الألمانية التي قالت السفارة في بيانها انها رفعت في بعض المناطق ويتوسطها شعار النازية وهو ( الصليب المعقوف ) ورفضت بالتالي السفارة ان يظهر احد من أفرادها في ذلك التقرير للتعليق على موضوع الاعلام والمونديال وما الى ذلك .
وحدها السفيرة البريطانية في بيروت كانت في غاية الوضوح والصراحة عندما سألها المراسل عن شعورها عندما ترى علم بلادها يرفرف على المباني والشرفات والسيارات أجابت ( اكون مسرورة وسعيدة طبعاً ) ولما سألها المراسل هل يحصل ان يرفع الشعب البريطاني العلم اللبناني اذا كان لبنان يشارك في المونديال أجابت ( لا طبعاً لا أبدا الشعب البريطاني لا يحمل الا علم بلده فقط  )   .
وقالت اذا لعبت إسكتلندا مثلا وهي تابعة لبريطانيا لا يحمل البريطانيون علم إسكتلندا على سبيل المثال حتى !!
فهل يفهم اللبنانيون الرسالة ويكون ذلك درسا لهم بأن يقلعوا عن هذه العادة السيئة والمسيئة برأيي المتواضع على صورة لبنان ككل ؟
جنون كرة القدم قد يصل الى حد الهوس اذكر عندما سجل مدرب منتخب الأرجنتين الحالي والنجم في يومها ديغو مارادونا الهدف الأشهر في العالم بيده أثناء مباراة بلاده مع بريطانيا في تصفيات كأس العالم لكرة القدم للعام 1986 خرج الأرجنتينيون بمقولة يومها تقول ان يد مارادونا التي سجلت الهدف ما هي بالحقيقة الا يد العناية الإلهية  نفسها    بل  قال   احد معلقي  التلفزيون   يومها  ان الله تعالى  هو من سجل الهدف    والكلام للمعلق الارجنتيني  !!   واعوذ بالله من هذا التفكير     .
كرة القدم تلك ستظل على الدوام تلك اللعبة الشعبية الأولى في العالم بروعتها وجمالها ولا سيما مرة كل اربع سنوات من خلال كأس العالم نفسه .
 
 
 
 
 
 
                                              على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
 
                                              علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                            الاحد    الاول  من شهر ايلول                 2013
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x