الظلم

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
العدد 2226
الجمعة 2 تموز 1999
لو تأمل احد ما ، شؤون وأحوال البشر في هذه الكرة الأرضية المترامية الأطراف ، سواء في مشارقها أو في مغاربها ، فانه سيجد العجب والدهشة لمدى الظلم والقسوة التي يكنها الانسان الى أخيه الانسان الآخر ،  فكم من الحروب والمآسي تشهدها غير منطقة في العالم حروب صراعات وتقاتل والضحية هو دائما وأبدا ذلك الانسان البريء الذي لا حول له ولا قوة .
كم من حكام وقادة دول كثيرة وعديدة يعيش هؤلاء القادة رغد ونعيم العيش الوفير فيما بعض أبناء شعوبهم لا تجد حتى فتات الخبز لتطعم بها أفواه أطفالهم الجائعة والبائسة كم من الحكام الظالمين يعيشون في قصورهم الفخمة التي تغطيها الستائر من كل الجوانب حتى لا يرى ذلك الحاكم الجائر مأساة شعبه !
في القصور ستائر وفي السيارات عند التنقل ستائر حتى لا يروا الحقيقة الواضحة والمرة على الأرض !!
وحتى ان الستائر وضعوها على أعينهم وفي عقولهم وحتى على قلوبهم حتى تحجب الرؤية وتمنع الأحاسيس والمشاعر من أداء دورها الصحيح والمنطقي !
الظلم والعدوان هو سيد الموقف في كثير من مواقع هذه الحياة التي ينوء الانسان الفقير والمعذب تحت أنواعها منذ خلقت البشرية وحتى يومنا هذا وان كانت بصور وأساليب مختلفة على الدوام .
تجد ان حاكماً ما وصلت به أمور الأجرام والطغيان بحق أبناء شعبه ، الى ما لا يقبل به اي منطق أو اي شريعة ومبدأ سماوي ، وعلى الرغم من كل هذا يقف متجبرا متحديا إرادة الشعب ليقول انا الوحيد على صواب وكلكم على خطأ!
انها الأنانية وجنون العظمة التي تحول الانسان الى وحش كاسر يقتل ويرتكب الفظائع دون اي رادع أو وازع من ضمير أو رأفة لا بل انه يصرخ بكل وقاحة هل من مزيد من هؤلاء البشر ومن هذه الدماء !!
قرأنا في كتب التاريخ العديد من القصص التي تشبه الخيال من حيث الأهوال والفظائع التي ارتكبت بحق شعوب بأسرها من قبل قادة وحكام ظالمين جاءت بهم الظروف والصدف الى سدة الحكم فتفننوا بأساليب القهر والتعذيب والقتل .
فكم من الدول في وقتنا الحاضر ونحن عل مشارف القرن الواحد والعشرين يقتل فيها الانسان أو يسجن لمجرد انه يقول رأيه الذي هو بالنهاية صرخة من أعماق نفس بشرية شعرت بالظلم والذل والهواء فانتفضت كالمارد تقول الحق ولا شيء غيره مهما كانت العواقب وردات الفعل من ذلك الحاكم الظالم والقاسي القلب في ان معاً .
قرأت مؤخراً مقالاً لصحافي أجنبي زار الجمهورية الإسلامية في ايران وكتب عما شاهده من قصور كانت تعود لشاه ايران السابق محمد رضا بلهوي ويتحدث هذا الصحافي عما شاهده داخل هذه القصور التي تشبه الى حد ما ما كان يحدث في الف ليلة وليلة ، فالذهب والمجوهرات تملأ المكان والمقاعد المطلية بالذهب الأثاث النادر والنفيس حتى وصل الأمر بالعائلة البهلوية والشاه السابق بأن أمر بطلاء الحمامات ومقاعدها بالذهب الخالص فيما كان الشعب على عهد الإمبراطور السابق ينوء جوعا وفقراً مدقعاً على رغم الثورات الهائلة والنفط التي تملكها البلاد يومها وظفها الشاه من اجله وعائلته وبعض زبانيته والمقربين وهؤلاء نراهم في يومنا الحاضر يحيطون بكل حاكم ظالم ومستبد يستفيدون بما يرميه لهم سيدهم الحاكم من فتات على شكل معونات ومكافآت .
ان النصر بالنهاية يكون دائما وأبدا مع الشعب ورحم الله الشاعر العربي التونسي الكبير أبو القاسم الشابي عندما صاح صرخته المشهورة :
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد ان يستجيب  القدر
ولا بد لليل  ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر
انه  الحق  ،  انه الشعب  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                   الاحد  12          أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x