العائلة بين الشرق والغرب

العائلة بين الشرق والغرب
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
العدد – 2217
الجمعة 30 نيسان 1999
لعل الشيء الجميل واللافت الذي يُميزنا كعرب عن باقي الشعوب الأخرى ، هو مبدأ وجود العائلة بمعناها الأسري المتماسك على كافة الصعد .
فتشت في بلاد الغرب هذه ووجدت كل شيء موجود عندهم ، إلا الشيء الهام والأساسي في تكوين أي مجتمع حضاري ومتقدم الا وهو العائلة .
عندما أتحدث عن العائلة العربية أعني العائلة بأسرها الاب : الذي له دور مهم وأساسي في العمل من اجل إعالة أفراد أسرته وتأمين الحد الأدنى مما تتطلبه هذه الحياة على كافة الصعد ، من مدارس ولباس وطبابة الى اخر المعزوفة التي نعرفها جيدا في أوطاننا العربية الحبيبة .
ونأتي إلى دور الأم تلك الإنسانة النبيلة والتي لها دور مقدس ومهم في حياة اي عائلة في الاهتمام بأفراد الأسرة فردا فردا من اللحظة الأولى لولادة الطفل أو الطفلة وحتى خروجهم الى الحياة كشباب وشابات يعتمدون على انفسهم ،  مع ملاحظة  ان الام  تحمل  اكثر من طاقاتها    سواء  في  مجتمعاتنا العربية  او  حتى في بلاد الاغتراب  هذه   وهو أمر على الانسان الحر الضمير  ان يعترف  بهذه الحقيقة الاكيدة والثابتة  على  الدوام  .
ونأتي على ذكر الأبناء والبنات من أفراد الأسرة الذين تربطهم ببعض دفء وحرارة اللقاء ، كأسرة واحدة تلتقي على الحب والمودة والخير .
هل ان العائلة العربية المهاجرة ، استطاعت ان تحافظ على ترابطها وتماسكها مثلما نعهده في أوطاننا العربية ، ام هل أخذنا النموذج الغربي للعائلة القائم على ان يعيش كل أنسان بمفرده ويعمل ما يراه مناسباً في هذه الحياة ؟!!
الجواب قد يكون مؤلماً أحياناً ولكن مع الأسف الشديد فإني ألاحظ ان بعض العائلات العربية في هذه الغربة ، تم  خرقها وتفكيفك كيانها سوس تقليد الحضارة الغربية برأيهم !!
نلاحظ أحياناً كثيرة أن الأب أو الأم لا يتحدثان اللغة الإنكليزية ، ولا يعرفان قيادة السيارات ومع ذلك مطلوب من هذه الام أو ذلك الاب ان يذهبا الى الأسواق لشراء حاجيات المنزل الضرورية من خضار ومأكولات وما يحتاجه كل منزل من أمور حياتية مهمة ، مع العلم انه يوجد سيارة أو سيارتان في اي منزل ما في تصرف الأولاد !!
انا اتألم جداً عندما ارى سيدة عربية تحمل في يديها أكياسا عديدة وأغراضا متفرقة وتمشي بها في الشوارع للوصول الى منزلها ، وأتألم أيضاً عندما ارى اي رجل عربي عنده أولاد وهؤلاء يمتلكون السيارات الفاخرة ويتركون هذا الاب يذهب الى عمله ، الى اي مكان اخر سيرا على الأقدام أو استعمال الباص في أجواء البرد القارس والحر القائظ .
الوالدين يجب المحافظة عليهم ، وان نطيعهم على الدوام نحفظهم داخل أشفار عيوننا لأنهم هم النور الذي نرى من خلاله ، ونضعهم داخل قلوبنا وافئدتنا  لأنهم الحنان الذي  يساوي كل كنوز الأرض مجتمعة .
هنيئًا لكل إنسان عربي يدخل الى منزله بعد عناء نهار كامل من الجد والعمل ليجد والده أو والدته بانتظاره ، من نعم الله على الإنسان ان يكون مطيعاً لوالديه والله سبحانه وتعالى قال في كتابه   العزيز  القرأن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( وقضى ربك  ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحساناً)   ،  وفي أية اخرى ( يا رضى الله ورضى الوالدين ) اي ان رضى الأم والأب على أبنائهم يساوي رضى رب الجلال والإكرام ، انها بحد ذاتها عظمة وإكرام للوالدين على دورهم في حياة كل واحد منا إذا أردنا ان نتحدث عن فضل الاهل علينا فإننا بلا شك سنحتاج الى صفحات ومجلدات للتحدث عن دورهم المميز والراعي في حياة كل انسان في هذا الوجود.
واعرف انه  في الدين المسيحي  ايضا   فأن  للوالدين  الحيز الكبير   في الطلب من الابناء  ان يحافظوا  على الاهل   للوصول الى عائلة سعيدة ومترابطة  دوما  .
يا رضى الله ورضى الوالدين ، ترافقني وتلازمني دوما وحتى أخر يوم من حياتي ، لان الوالدين لهم علينا حقوق .
 فإيانا  جميعا  ان نتساهل بها فنغضبهم وبالتالي يغضب رب العالمين علينا وهو أمر لا يقبله اي عاقل في هذه الحياة .
يا رضى الله ورضى الوالدين الاعزاء الكرام   سواء اكانوا من الاحياء   وفي هذه الحالة نسال الله تعالى ان يطيل باعمارهم  الشريفة  والطيبة   ، اما في  حالات انتقال  الوالدين  الى الرفيق الأعلى   فأننا  نسأل   القدير  تعالى لهم  الرحمة والنور  والطمانينة  في  جنات النعيم   انه سميع مجيب  الدعوات   .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                           الاثنين         13   أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x