المدعي
المدعي
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الوطن العربي باريس
– فرنسا
رساله 97
رقم العدد – 1043
الجمعة 28 شباط 1997
شاب في بداية العشرينات من عمره ، طيب القلب وصاحب روح مرحة ، لكن عنده عادة سيئة جداً جدا ، إنه مدعي الى ابعد الحدود .
إذا حضر مجلسا وبدأ حديث السياسة انبرى صاحبنا بإعطاء الأحكام حول صوابية أو بطلان هذا الرأي أو ذاك ، وعرف عن نفسه بأنه أفضل من حلل ، وعرف الأخبار ببواطنها الخفية .
في موضوع الاقتصاد يحاورك وكأنه خبير اقتصادي عليم بأمور المال والأعمال .. يدور ويحور ويعطيك رأيه في النمو الاقتصادي والكساد ، وما إلى ذلك .
وإذا ناقشته بأمور اللغة العربية والصرف والنحو ، زايد على سيبويه .
في الأمور التاريخية يضرب بقوة على صدره صائحا : « أنا سيد التاريخ .. يا جماعة اسألوني وأنا أعطيكم الجواب الكافي الوافي » ومرة سأله أحد ما : حسنا ، يا فلان . هل تعرف من هو بلفور ؟ ووقف جلال وقال : أنا الذي أعرفه .. إنه لاعب كرة قدم ألماني !!
ووسط الدهشة والضحك من الجميع ، نهره أحدهم : أيها الأبله .. بلفور هو وزير خارجية بريطانيا الذي أعطى اليهود الوعد بإقامة وطن لهم على أرض فلسطين ، فسمي الوعد باسمه « وعد بلفور » .
واعتقد الجميع أن هذه القصة وضعت حداً لادعاءاته المتواصلة ، لكن خاب الظن ، فقد سأله أحدهم عن الشعر العربي فانتفض قائلا :
« لقد ضربتني على الوتر الحساس ، فأنا أسير الشعر والشعراء ، لا سيما الشعراء العرب الأوائل » وأردف : ألا تذكر امروء القيس عندما وقف على الأطلال وأنشد :
يزيدك وجهها حسنا كلما زدته نظراً .
فضج الجميع بالضحك وقال له السائل : امرؤ القيس هو من وقف فعلا على الأطلال ، لكن البيت الذي ذكرته هو لأبي نواس ، ولا علاقة له بالأطلال .
وهنا سكت المسكين ، فقد صح فيه قول الشاعر : قل لمن يدعي في العلم معرفة
عرفت شيئا وغابت عنك أشياء .
رحم الله من عرف حده ووقف عنده .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
السبت 8 حزيران 2013
Spread the love