بعض من مشاكل الانسان العربي في الغربة

 بقلم : علي إبراهيم طالب

 وندسور -كندا

 جريدة صدى المشرق – مونتريال

كندا

رقم العدد – 28 آيار 1999

إذا انتقل الإنسان داخل وطنه من مكان إلى مكان آخر ليعيش فيه ، فربما يشعر أن أشياء كثيرة وعديدة تغيرت عليه ولم يكن معتادا عليها .

فكيف عندما يهاجر المرء من وطنه إلى وطن آخر تختلف فيه عما نعهده في الوطن العربي بكل شيء ابتداء من اختلاف اللغة والعادات والتقاليد وأمور عديدة ومتشابكة  اخرى  .

عندما تطأ قدمي الإنسان العربي المهاجر هذه البلاد ، فانه سوف يلاحظ ومن دون أدنى شك أنه في مجتمع غريب عنه حتى وهو لم يزل في المطار ، لعله شعور داخلي مر على كل واحد فينا عند حضورنا إلى هذه البلاد .

 يقول المثل العربي الشهير ( من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم ، أو رحل عنهم ) ، أعتقد أن المدة الزمنية التي حددها المثل بأربعين يوما أنها برأيي لا تكفي لكي تحكم في هذه ألامور .

 مؤخراً سمعت عن عائلة عربية تقيم في إحدى الولايات الأميركية ، مضى على وجود رب هذه العائلة اكثر من ثلاثين سنة في أميركا وشيء ما حصل مع ابنته في المدرسة ، فقرر هذا الأب بصورة فجائية العودة إلى وطنه الأم ، وقال بأنه لن يبقى في هذه البلاد لحظة واحدة ولو كان عمله يدر عليه ملايين الدولارات .

وهكذا عمد هذا الرجل إلى الاستقالة من عمله وعمد إلى بيع منزله وتصفية أعماله وحساباته وبأقل من ثلاث أسابيع كان وجميع أفراد عائلته  يعودون إلى الوطن الأم وكأني بهذا الرجل لسان حاله بقوله ( أن الخبز والزيتون في بلدي بين أهلي وأحبابي ، أحب على قلبي من كل دولارات ومغريات هذه الغربة ) .

 نسمع ومع الأسف الشديد لهذا الأمر أن العديد من الأشخاص لا هم لهم في هذه الحياة إلا جمع الأموال وفي أي طريق أتت ومهما تنوعت الأساليب والطرق للحصول على هذا المال ، وينسون أو يتناسون في معمعة المادة والمال هذه عائلاتهم وأولادهم الذين هم بأمس الحاجة للرعاية والتوجيه على الدوام ، لا سيما أننا في هذا المجتمع الغربي نعيش نظريات الفردية وحب النفس والقانون يسمح لأي شخص بلغ الثامنة عشر حسب العمر أن يختار الوسيلة التي يراها مناسبة والطريق الذي يجده صحيحاً بالنسبة لحياته أو حياتها على حد سواء .

قد تتواجد في أي مجتمع عربي هنا فيتناول شخص ما دقة الحديث ويبدأ بالتطاول والتهجم على أبناء الجالية العربية أو على العرب بشكل عام وينعتهم بشتى الأوصاف والنعوت وبأنه لا يثق بأحد على خلفية أمر ما أو حادثة حصلت معه  ، فيعمد الى  الاساءة الى  جميع الناس ويبدأ بتصنيف فلان من الناس ويحكم على هذا وذلك ونسي ربما انه ” من أنكر أصله لا اصل له ” وأن من يخلع رادئه يشعر بالبرد القارس لا سيما في موسم الثلوج والعواصف والبرد القارس   في هذه البلاد  خصوصا !!

 مشاكل عديدة ومتنوعة نواجهها نحن كعرب سواء في تعاملنا مع بعضنا البعض ، أو في تصرفاتنا من خلال هذا المجتمع الكندي الغربي الذي نعيش فيه وعلينا بالتالي احترام قوانين ودساتير هذا المجتمع ، ونبتعد عن كل الأمور والمشاكل التي تسيء لنا كعرب بشكل عام ، وان نحافظ على الدوام على مصداقيتنا أمام أنفسنا أو لا وأمام الآخرين الذين نعيش معهم على أرض واحدة .

 لنعطي هذا الإنسان الغربي صورة مشرقة وناصعة عنا ، لنشرح ونقول له أن العرب أمة تاريخها مشرق ومستقبلها منير بإرادة الله تعالى .

لنحدثهم عن التقاليد العربية والتراث الأصيل المتوارث عن الأجداد ، نحكي لهم عن مفهوم العائلة عندنا لنظهر لهم الكرم الأصيل وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والوقوف ضد الظلم .

 إنها أمور مشرقة ما أحوجنا إليها في عصر المادة والابتعاد عن القيم والظلام !!

صورة العرب  في الاعلام الغربي  هي  صورة مشوهة  وكريهة   ، ومع الاسف الشديد  ياتي  بعض الاشخاص  العرب  ليزيدوا من تشويه تلك الصورة  باعمال وأمور   منافية للقانون  والمنطق  فيساهموا  سواء  عرفوا ام لا  بالحملة الظالمة التي  تطالنا كعرب ومسلمين   وخصوصا   في وسائل الاعلام  الغربية  وهذه الاخيرة  سنتحدث  عنها تباعا في المرات القادمة اذا ابقانا الله تعالى من الاحياء في هذه الحياة    .

                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .