بين الشرق والغرب

 
 
 
 
بقلم : علي إبراهيم طالب 
وندسور    كندا 
 
العلاقة بين الشرق والغرب هي علاقة جدلية وفيها الكثير من الأمور التي يعجز الإنسان العادي من فهم أصل وروح العلاقة بين الشرق والغرب على مر العصور وأن يكن المبدأ السائد عامة هو  : 
 ( الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا )  . 
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 والتي ضربت الولايات المتحدة الأميركية وقف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وقّسم العالم الى قسمين اما مع الولايات المتحدة الأميركية او ضدها   .  
وقد كانت تلك واحدة من عدة نظريات أطلقها الرئيس الأميركي السابق وجّرت الويلات والخراب على غير منطقة وبقعة جغرافية من العالم وأودت بأرواح عشرات الآلاف من الضحايا الابرياء في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان واللائحة تطول . 
وهو نفس الرئيس الذي يعيش أيامه الحالية يقود شاحنته العادية ويطوف بها شوارع ولاية تكساس الأميركية بعد أن قاد العالم بأسره الى القتل والحزان والدمار . 
انا لست ضد الغرب او معادي له بل انا مقيم على هذه الأراضي الكندية منذ حوالي العقدين من الزمن ، واصبح عندي نوع من فهم لطبيعة هذا المجتمع الغربي وطريقة تفكير الناس بشكل عام في مختلف مراحل الحياة المتنوعة وقد شاءت الظروف في أواخر عقد التسعينات اني دخلت الى احدى الكليات الجامعية الكندية وأحمل منها شهادة في إدارة المطاعم والفنادق  واصبح   عندي نوع ما   من فهم  طبيعة تفكير  هذا العقل الغربي   بعد ان  عايشت  القسم الاكاديمي   وطريقة تفكيره  بعد ان  عملت في مصانع وشركات عديدة وعرفت ايضا  كيف يفكر هؤلاء العاملون   في تلك الشركات    والمصانع وطريقة تفكيرهم ورؤيتهم  للامور في هذه الحياة  عامة  .  
ما اتألم له كثيراً هي نظرة الغرب عموماً الى قضايانا المُحّقة والعادلة وعلى رأسها قضيتنا الأم فلسطين حيث ترى الانحياز الغربي الفاضح  والا متناهي الى جانب اسرائيل  على حساب إخوتنا وأهلنا من أبناء الشعب العربي الفلسطيني الشقيق . 
قد يحاول المرء منا ان يكون سفير ورسول امين في خدمة قضايا العرب وحقوقهم في هذه البلاد ولكنه يصطدم بجدار فولاذي من التعتيم والانحياز الاعلامي حتى لو اقتصر الامر على مقال صغير في جريدة او مجلة ما او مداخلة إذاعية او تلفزيونية تحاول قدر الامكان شرح مظلومية هذا الشعب الفلسطيني الحبيب الذي تم طرده من أرضه وجلب كل شذاذ الآفاق من أنحاء المعمورة من المستوطنين الصهاينة في اكبر وأفظع عملية تزوير للحقائق والتاريخ يشهدها هذا العالم الذي يّدعي التّحضر والدفاع عن حقوق الإنسان وما الى ذلك من شعارات رنانة تنطبق على مبدأ واحد وأكيد وهو : الوقوف مع الظالم والمحتل والسارق وإدانة المظلوم والمستضعف وصاحب الحق والأرض . 
اخبرني احد الاشخاص مؤخراً انه وعن طريق الخطأ دهس احد الكلاب الصغيرة الحجم ( أعلى الله مقامكم ) وكان يسير في احد شوارع احدى المدن الكندية الداخلية ولما انتبه للأمر توقف ولم يجد احد من اصحاب الكلب المتوفي فصار يطرق ابواب المنازل المجاورة لمكان الحادث حتى يبلغ أصحاب الكلب انه دهسه بطريق الخطأ وخرجت سيدة واجهشت بالبكاء واتصلت بالبوليس الذي حضر وسجل مخالفة للسائق وها هو يعاني من المحاكم وما الى ذلك وفي المرة الأخيرة التي رأيته فيها قال ( أخاف ان ترفع قضيتي الى محكمة دولية خاصة ويصدر قرار ظني بحقي من اجل ذلك الكلب المتوفي !! 
صدق من قال  : 
قتل امرئ آمن جريمة لا تغتفر 
وقتل شعب آمن جريمة فيها نظر  .
 لا عجب !!
 
 
 
 
 
 
                                                 على الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
                                                 علي   ابراهيم   طالب

 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                              السبت    7     كانون الاول                    2013
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x