تجربة انسانية اليمة (1 )

ما اود الحديث عنه هو تجربة انسانية في غاية الالم خضعت لها اعتبارا من الايام الاولى لعام 2008 الماضي ولا ازال اعاني من اثارها الجانبية الهائلة منذ ذلك التاريخ وحتى كتابة كلماتي هذه واحببت ان اشارك اخواتي واخوتي من الاصدقاء الاعزاء الكرام فيها لسبب معين احتفظ به لنفسي ولن اذكره الان .
مضى على وجودي في بلاد الصقيع والحر والاحلام المؤجلة هذه ما يربوا على الواحد وعشرون عاما بالتمام والكمال كنت خلال هذه السنوات الطويلة اتواصل من خلال الكتابة مع عدد كبير من المجلات والجرائد العربية التي تصدر في كندا والولابات المتحدة الاميركية وبطبيعة الحال في الوطن الغالي لبنان وبعض الدول العربية ، كنت ولم ازل حتى يومنا هذا ابث ما يصدر عن هذا العقل والقلب المتعبين بحرارة صحراء هذه الغربة المريرة والقاحلة ولو على الصعيد الشخصي اقله ، حيث البعد عن الوطن الحبيب لبنان حيث الاهل الكرام ورفاق الطفولة والصداقة الغالية الحقة والاهم تراب الارض الطاهرة
الزكية والتي جبلت بدماء المقاومين الاحرار والشرفاء .
بدأ الامر بالظهور في الايام الاولى ولعله الاسبوع الاول من سنة 2008 عندما بدات اشعر بان شيء ما على شكل حبوب بيضاء صغيرة داخل اعلى فمي من الناحية اليسرى مما يسبب حالة من الشعور بوجود شيء ما يضغط على ( حنجرتي ) من الداخل ولكن لا اعرف ما هو ووصل الامر الى ما يشبه نوع من الاختناق الداخلي المجهول السبب . ذهبت الى طبيب العائلة فقال انها حالة التهاب عادية تصيب الفم من الداخل واعطاني ادوية مضادة للالتهابات لمدة اسبوعين وعدت اليه بعد انتهاء المدة الزمنية التي حددها والامر نفسه والالم نفسه ، في تلك الاثناء كنت تراني انتقل من طبيب الى اخر ومن عيادة الى مركز طبي ثاني هكذا على مدى عدة اشهر متتالية وكان اجوبة الاطباء بمعظمهم تكاد تكون واحدة ( مجرد التهابات عادية ) . نسيت الامر وقررت الذهاب الى مقاطعة البرتا للعمل هناك وبعد ان كانت كل الامور مهيأة عندما وصلت الى هناك حصلت معي امور غريبة احتفظ بها لنفسي ولم اوفق بالحصول على ذلك العمل مع ان الامور كانت في منتهى التوفيق قبل سفري الى هناك ، ولكن سبحان الله الذي بيده كل الامور ، المهم عدت الى وندسور في رحلة تستغرق 5 ساعات بالطائرة من مقاطعة البرتا الى مقاطعة اونتاريو حيث اسكن في وندسور حمدت الله تعالى على كل نعمه على مبدأ الخير فيما وقع انها ارادة الله تعالى . بعد عودتي بيومين ذهبت الى قسم الطوارىء في احد مستشفيات هذه المدينة وانتظرت حوالي الخمس ساعات حتى استطعت رؤية الطبيب المناوب يومها ، شرحت له حالتي بالتفصيل وطلبت منه ان يحيلني الى طبيب مختص بامراض الفم لوجود شعور داخلي عندي بانني اعاني من امر ما وهو ما كنت متأكد منه لسبب خاص بداخلي والله تعالى يشهد على هذا الامر وقد قلت له جملة( اعتقد انني اعاني من مرض ما وذكرت المرض امامه ) ، وهو ما اثار استغرابه وقال لي ان الامر مبكر فلا تشغل تفكيرك بهذا الامر وقد طلب تحويلي الى طبيب مختص بامراض الانف والاذن والحنجرة وقد اهتمت احدى الممرضات بتحديد موعد لرؤية الطبيب المختص واذا بي افاجىء بالممرضة تقول لي ان موعدك هو الاسبوع المقبل ، وهو الموعد الذي طلبت من طبيب العائلة ان يتم تحويلي لطبيب مختص وقال انه يستغرق بين 9 و 12 شهرا لتحديد ذلك الموعد ، فانه تم تحويلي من المستشفى مباشرة لخطورة الحالة على ما يبدو . في اليوم المحدد للموعد كانت الطبيبة الاختصاصية في غاية الانشغال وانتظرت حوالي ساعتين من الزمن قبل ان يتم استدعائي للدخول وعندما حضرت سالتني عما حصل معي ابديت امامها ما سبق وقلته امام الطبيب المناوب في المستشفى ، كان استغرابها اكثر وتعجبت من قولي وسالتني : لماذا تفكر بهذه الطريقة فقلت لها : عندي شعور داخلي انني اعاني من امر كبير وخطير . عندما طلبت مني الطبيبة ان افتح فمي لفحصه من الداخل استطعت ان اقرأ بسهولة ظاهرة تعابير وجهها وهو امر لا استطيع نسيانه ما حييت ، والامر لا يحتاج لدراسة الطب لقراءة تعابير وجوه الناس كما يعتقد كاتب هذه الكلمات على الاقل . طلبت مني الطبيبة ان اجري بعض الفحوصات المخبرية السريعة اضافة الى صور واختبارات معينة واعطتني ورقة بخط يدها تفيد بضرورة اجرائها اليوم وباسرع وقت ممكن ، وفعلا اجريت كل ما طلبته مني الطبيبة وغادرت المكان بانتظار اتصال من مكتب الطبيبة التي قالت امامي انني ربما اكون بحاجة لجراحة عاجلة داخل الحنجرة وباسرع وقت ممكن .
في اليوم التالي تلقيت اتصال من مكتب الطبيبة يفيد بان موعد جديد قد حدد لي في نفس ذلك اليوم لرؤية الطبيبة بشكل عاجل ، ذهبت الى موعدي المحدد فاذا بالطبيبة الاخصائية تطلب مني بان أذهب الى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات والصور الشعاعية للضرورة القصوى كما قالت لي بشكل حرفي . أنجزت على مدى ساعات طويلة من ذلك النهار كل الفحوصات والصور التي طلبت الطبيبة مني اجرائها بشكل فوري .
بعد يومين فقط تلقيت اتصال من مكتب الطبيبة نفسها يفيد باني بحاجة ماسة الى اجراء جراحة عاجلة جدا وباقصى سرعة لأستئصال بنت الاذن اليسرى من داخل الفم اي ما يعرف بالانكليزية ( LEFT TONSIL ) ، وفي اليوم المحدد للعملية الجراحية كان علي ان اكون في المستشفى في ساعة مبكرة جدا من فجر ذلك اليوم . وهكذا كان وخضعت لعملية جراحية استغرقت ساعات وسمعت الدكتورة تقول لي انها سترسل بنت الاذن المستأصلة الى احدى مختبرات مدينة لندن القريبة من وندسور وعلينا الانتظار لنتيجة ذلك الفحص وبدت الايام طويلة اكثر من وقتها العادي .
في الجزء الثاني من هذه المقالة سأشرح ما حصل معي بعد العملية وانتظار النتيجة ، فالى اللقاء .
انتظروني .
علي ابراهيم طالب وندسور كندا

الاربعاء 17 تشرين الاول 2012

البريد الالكتروني للتواصل مع الكاتب : visionmag@hotmail.com

FACE BOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
3 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
11 years ago

السام عليكم قبل كل شيئ واسال الله عز وجل ان يمن عليك بالشفاء العاجل من كل الم ووجع ومرض يا اخي الكريم واقول لك ان الله اذا احب عبدا ابتلاه على قدر المحبة ومن يتحمل ويصبر على السراء والضراء فان الله لا ينساه ويراه بعينه التي لا تنام اللهم ارحمنا برحمتك واشفي كل مريض وفرج هم كل مكروب يا رب العالمين

Anonymous
Anonymous
11 years ago

MY GOD ALI WHEN THIS HAPPEN TO YOU MAN , I NEVER HEAR ABOUT THIS BEFORE HOPE YOU FEEL BETTER ALWAYS ALI YOU VERY NICE AND GENTELMAN MY FRIEND .

SARA FROM DEARBORN

Anonymous
Anonymous
9 years ago

سلامة قلبك استاذ علي. نضال

3
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x