« حرية » المجتمع الغربي المتحضر

               
           علي إبراهيم طالب
              وندسور- كندا   
              مساحة حوار
          جريدة  :   صدى المشرق
      – العدد 321           
       الثلاثاء – 29 -11- 2011
على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة كان يقضي تيري ومينا وكلاهما في السابعة عشرة من العمر ، اغلب الوقت سويا فهما في نفس الصف الدراسي ويعيشان في نفس المدينة الكندية  كانا يخرجا    من المدرسة سويا الى حدائق المدينة ويبقيا سويا الى ساعات متأخرة من الليل ومن ثم يعود كل واحد منهما الى منزل عائلته .
في احد الايام غابت مينا عن الدراسة لعدة ايام ، قصد تيري منزل والدتها التي تعيش بمفردها بعد أن تركها زوجها ومضى ليعيش مع امرأة اخرى في مدينة بعيدة ، سأل تيري الام عن مينا فقالت له انها مريضة بعض الشيء وهي تريد ان تتحدث معه بأمر ما ( اي الام ) وقالت الام ان ابنتها حامل في شهرها الرابع وطبعا انت والد الطفل أو الطفلة التي تحملها ابنتي في أحشائها !! طبعا لم يستوعب تيري القصة وغادر منزل الام وقرر ان ينتقل الى مدينة اخرى حالما يبلغ عامه الثامن عشر ،  بعد عدة اشهر انقطع تيري عن الذهاب الى المدرسة وعلم لاحقا ان مينا انجبت طفلا وبعد شهرين فقط من ولادة ابنها توفيت والدتها بشكل مفاجئ وشعرت مينا انها وحيدة في هذه الدنيا مع طفلها الوليد فقررت مغادرة المدينة لتعيش في مقاطعة كندية بعيدة جداً عن مكان ولادتها فحملت ابنها واستقلت الطائرة الى المكان الذي اختارته للعيش فيه .
مرت سنوات وكبر ( براين ) ابن مينا وبلغ عامه الثامن ولان الأحزان عندنا تأتي فأنها تأتي مجتمعة في أحيان عديدة فان مينا تعرضت لحادث سير عنيف ما ادي الى وفاتها على الفور  ،  عمدت السلطات في تلك المدينة الى نقل براين الى احدى المراكز الاجتماعية  وعمدت  احدى السيدات  بتقديم  طلب لتبني الطفل براين بعد ان قرات قصة والدته في الجرائد وانتقل براين ابن التسع سنوات ليعيش مع امه بالتبني هذه المرة الى ان بلغ عامة الثامن عشر كان براين يحتفل مع أصدقائه بعيد ميلاده فبادرت والدته الى أخباره حقيقة انه ليس ابنها الحقيقي وأخبرته عن قصة امه الحقيقية التي ماتت بحادث سير مروع وعمدت والدته بالتبني الى إعطائه اسم عائلة   والدته الحقيقية  المتوفاة   ولما قرر زيارة المركز الاجتماعي الذي تم نقله اليه بعد وفاة والدته عرف ان مكان ذلك المركز ترتفع بناية سكانية شاهقة نحو السماء .
إذن براين أضحى إنسانا حائرا وهائما على وجهه لا يعرف من هو أبوه وما هو اسم والدته الحقيقية لانها عمدت الى تغير اسم عائلتها أيضاً واسمها الحقيقي انتقاما على ما يبدو من والد براين الحقيقي تيري . أضحى براين ينتقل من برنامج تلفزيوني اجتماعي الى اخر يطلب المساعدة حتى وصلته دعوة من احدى اشهر مقدمات البرامج واستضافته في برنامجها كضيف رئيسي ووحيد عسى ولعل احد ما يتعرف عليه ويخلصه من ذلك العذاب الأليم الذي يعيش فيه منذ اللحظة التى أخبرته والدته بالتبني الحقيقة المرة والخبر الذي نزل على راسه نزول الصاعقة !
كان براين يقول ويردد على الدوام … يا حبذا لو استفيق يوما على جرس الهاتف ليبلغني الشخص الآخر على الخط النبأ السعيد والمفرح ، انا والدك الحقيقي ! حبذا لو يحصل هذا الأمر ؟!!
                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الثلثاء   23    نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x