خفقات قلب

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا 
رسائل الى المحرر
رقم العدد – 2088
الجمعة 8  ت٢ 1996
يستيقظ المرء كعادته كل يوم تقريباً ، يحاول جاهداً إزالة آثار النوم عنه ، يتناول القهوة أو الفطور ربما ، ينظر من النافذة الى الخارج ، يتأمل كل شيء ، يسمع زقزقة العصافير يفكر ترى هل تنام العصافير ؟ هل تحلم العصافير وتفكر بالغد ؟ هل وهل ؟ أسئلة كثيرة .
لماذا توقفت عند العصافير تحديداً ، ربما لأنها توحي بالفرح والجمال ، تأمل أنت بنفسك عصفوراً جاء لزيارتك في الصباح الباكر على شباك غرفتك .
تُطرب أذنيك بهذا التغريد وهذه الألحان الشجية من زائرك العصفور الذي ما يلبث ان يفرش جناحيه ويطير الى مكان ما ليتابع الطيران والتغريد في مكان ما وعلى شرفة أحد ما .
اينما يممٌت وجههك في هذه الدنيا الواسعة تجد أمامك عظمة الباري عز وجل تمجُد اسمه الرحيم ، تتأمل السماء وروعتها  وعظمتها  ، تتأمل البحار والمحيطات وما تحمله في بواطنها ، تنظر الى هذه الامور مجتمعة تفكر ويأخذك التفكير الى عظمة الخالق بآثاره البادية على هذه المعموره كلها .
تفكر بداخلك تجد في هذه الدنيا الفضيلة والرذيلة  ،  الخير والشر  ،  المروءة والغدر ،  الأقدام والشجاعة مقابل الجبن والانهزام ، ترى أيضاً عزة النفس وزلة النفس واللسان  .
ومن قال بانه ليس للسان زلة  وهي من اصعب الزلات   .
جلست للوقت المخصص لفنجان القهوة الصباحي وأمسكت جريدة الصباح التي تتحسسها وتشعر بانها لا تزال خارجة لتوها من المطبعة ، رائحة ورق الجرائد يختلط مع رائحة قهوة الصباح وتجتمع هذه الامور مع انسان ألقى بجسده المتثاقل بهموم وشجون هذه الدنيا .
آه … يا قلبي كم تحمل من الأمور الكثيرة والكثيرة جداً ، هل آن الأوان .
استرح يا قلبي ، وتوقف عن الخفقان ، توقف ايها القلب وهل سيهتم أحد ؟!!
افعلها يا قلب ولا تكترث بشيء !
في هذه اللحظة نظرت الى القلم الذي اكتب فيه ولاحظت ان الحبر بداخله شارف على النهاية ، يا للهول حتى الحبر قد يجف يوماً من الأقلام ، انه أمر مهول ومحزن ؛ وان جف الحبر من الأقلام هل نستسلم ؟
هل ننزوي في منازلنا ونقول هذا أمر الظالم ، لا لننتفض وننهض من القمقم لنرفع أيدينا وصوتنا ولنرفع أقلامنا ونكتب ونظل نكتب في إعلاء كلمة الحق والعدالة ضد الأباطيل والكذب والافتراءات والرشوة والنميمة الى أخر هذه السلسلة من الأمور البعيدة كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا وتربيتنا .
ما أجمل ان يبقى الإنسان على العهد وعلى مبدأه وما يعتقد في هذه الحياة مهما بلغت العواصف الهوجاء والرياح القوية ، ان يبقى الانسان معتزاً بكرامته وبمروءته هذا شيء رائع ومثير للإعجاب ولكن على هذا الإنسان ان يقف أيضاً مارداً قوياً لا يحني رأسه امام الصعاب والملمات  الا الله تعالى فقط وفقط لا غير  .
 ستظل يا قلبي تخفق وتخفق ؟!
ابدأ نهارك يومياً بذكر الله تعالى ولا نسى الشعار الدائم : « يا رضى الله ورضى الوالدين » .
فعندما يكون رضى اله تعالى متلازماً مع رضى الوالدين تشعر بالراحة والسعادة ويمتلئ قلبك بالحب والحبور وتظل ملازمة لك خفقات القلب المتتالية !
كن مع الله ولا تبالي  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .
                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الاثنين   17  حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x