دلال إلى أبعد الحدود

 
بقلم : علي إبراهيم طالب 
وندسور    كندا 
* جويس فتاة كندية في مقتبل العمر وصلت الى مكان عملها في ذلك الصباح الباكر وعيونها تشي انها قضت ليلة البارحة دون أي نوم أو راحة ، ما أن جلست على احدى الطاولات في كافتيريا الشركة حتى أجهشت بالبكاء ، سارع الجميع الى مكان وجودها والكل يريد أن يستفسر عن سبب بكائها المتواصل ، توقفت عن البكاء قليلاً وقالت : ( أن جو سيخضع لعملية جراحية في صباح هذا اليوم وما يؤلمني أني سأكون هنا ولم أتمكن من أحتضانه وتقبيله عند خروجه من غرفة العمليات ) ، انبرت زميلة جديدة لها في العمل لا تهتمي سيكون زوجك بخير بعد العملية .
رفعت جويس رأسها والتفتت الى تلك العاملة الجديدة : لا انه ليس زوجي انا أتحدث عن كلبي المدلل جو !!!
وغرقت مجدداً في نوبة بكاء متواصلة وسط ذهول الحاضرين فيما لم يتمالك البعض منهم في نوبة متواصلة من الضحك المتواصل ودون توقف !!
* تعيش نانسي في بيتها الكبير الفخم في احدى ضواحي المدينة الغربية الصغيرة مع كلبتها المُدللة  ( لوسي ) بعد أن تقاعدت بشكل مُبّكر من عملها كمديرة لاحد بنوك المدينة ، وهي تعتبر كلبتها المُدللة  أهم شيء في حياتها على الإطلاق ، وتردد على الدوام امام كل معارفها وأصدقائها أنها لا تتّخيل هذه الحياة بأسرها من دون لوسي !!
هي ترهن حياتها بالمطلق من اجل تأمين الراحة والهدوء وكل مستلزمات العيش الهانئ والرغيد والعناية على مدار الساعة من اجل سعيدة الحظ ( لوسي ) ، في احد المرات لاحظت نانسي ان كلبتها غير طبيعية وتشعر بالخمول والتعب ، سارعت بحملها الى مستشفى الحيوانات وطلبت من الأطباء إجراء فحوصات طبية عامة وشاملة لها !!
صرخت نانسي بوجه الطبيب الذي ابلغها ان كلبتها مصابة بداء ( السّكري ) ، شعرت أن الدنيا باسرها لا معنى لها في تلك اللحظة عمدت الى إجراء نظام غذائي وحمية مُعّينة لكلبتها وهي تسهر بجانبها كل ليلة وكأنما هي طفلتها المُدللة  ، لم يتغير شيء سوى تأكيد نانسي مراراً وتكراراً أن كل حياتها الحاضرة لا معنى لها دون وجود كلبتها ( لوسي ) في حياتها بعد أن قررت وهي في كامل قواها العقلية ان تكتب كل ما تملك من أموال وعقارات الى كلبتها المُدللة  لوسي ، فهنيئاً لها !!!
* راندي عجوز كندي بلغ من العمر عتياً فهو جاوز عامة التسعين ،  يعيش وحيداً في منزله بعد أن انفصل عن زوجته منذ سنين طويلة ، اشترى نوع نادر من الكلاب أوصى عليه خصيصاً وتم شحنه من احدى البلاد الأوروبية عندما ذهب الى شركة الشحن لاستلام الكلب كانت فرحته لا توصف ، احتضن الكلب وبدأ بتقبيله وكأنه احد أولاده الذي حضر بعد غياب وسفر طويليين .
يقول راندي ويُردد أمام أصدقائه أن كلبه الجديد ذاك هو ( ابنة وأخيه وكل أفراد عائلته في هذه الحياة ) !!
وبعد لله في خلقه شؤون !!!
                                                على الخير   والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب

                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الجمعة  6   كانون الاول                    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x