ديترويت تخرج تدريجيا من الأزمة الاقتصادية

ديترويت تخرج تدريجيا من الأزمة الاقتصادية

 

أبنية هجرها سكانها في ديترويت
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-11-28 على الصفحة رقم 21 – السفير الاغترابي-ميشيغان
المدينة التي كانت مركزا صناعيا هاما، تغطي العالم بآلياتها وتضجّ بالمصانع قبل عام 2008، فقدت الكثير من مكوناتها الاقتصادية، اذ هجرها ابناؤها فانهارت أسعار المنازل والأراضي، ولم تسلم الشركات الكبيرة من الضربة الاقتصادية وتم بين عامي 2000 و2014 تسريح اكثر من 700 الف عامل من معامل السيارات او قطع السيارات نتيجة تلك الازمة، ما دفع المدينة الى اعلان افلاسها رسميا العام 2013.

في منتصف اربعينيات القرن الماضي، وقعت اشتباكات متفرقة في المدينة بين سكانها من البيض وعدد من الافارقة الاميركيين السود، ما أشعل نار العداء والتوتر العرقي بينهما، تبعتها اعمال شغب دامية عام 67 ادت الى مقتل واصابة المئات. منذ ذلك الوقت بدأت مرحلة الانهيار الاقتصادي ووداع العصر الذهبي للمدينة بسبب الهجرة الكبيرة والسريعة للأميركيين البيض، الذين تركوا وراءهم بيوتهم ومتاجرهم واعمالهم وتوجهوا الى مناطق اخرى اكثر أمنا واستقرارا، فخسرت ديترويت اكثر من 30% من سكانها منذ مطلع السبعينيات وحتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وبإقدامها على هذه الخطوة تصبح ديترويت كبرى المدن التي تشهر إفلاسها في الولايات المتحدة.
غير أن تدخل الحكومة الأميركية في شركتي «كرايزلر» و «جنرال موتورز» ومساعدتهما مالياً بشكل مباشر، هو الذي أنقذهما من الانهيار ما جعل من ديترويت مدينة هادئة جداً بعد أن هجرها سكانها الى ولايات أخرى بحثاً عن عمل.

تأثير الأزمة على العرب
وبالرغم من تأثير هذا الركود بشكل عام على العرب الأميركيين، الا انهم استطاعوا أن يتجاوزوا فترة الركود أفضل من سواهم، باستعمال مدخراتهم لتمرير الأزمة الاقتصادية، فيما لم تسلم مصالح بعض اللبنانيين من تداعيات الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، فباعت عائلات لبنانية عدة منازلها وممتلكاتها بأرخص الأسعار، وغادرت الى لبنان للاستقرار فيه، لكنها ما لبثت ان عادت أدراجها لتنطلق من جديد في الولايات المتحدة الأميركية، بسبب تردي الوضع الأمني وصعوبة العيش في لبنان.
كما قام بعض رجال الاعمال الللبنانيين، ووفاء منهم لهذه المدينة، بمساعدة بعض المحتاجين في الولاية، كدفع أقساط أبنائهم في المدارس، أو شراء سيارات جديدة بتقسيط مريح، رغبة منهم بمساعدتهم كي لا يهجروا المدينة، ريثما تتحسن الأحوال فيها. ويشهد الوضع حاليا تحسنا بنسبة أكبر عما كان عليه العام 2008».

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-11-28 على الصفحة رقم 21 – السفير الاغترابي-ميشيغان   للكاتبة  ريميال   نعمة  .

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x