ذاهب الى ارض الوطن

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
وصلت الطائرة الكندية الضخمة الى مطار فرانكفورت الألماني قادمة لتوها من مطار تورنتو الدولي في رحلة ناهزت التسع ساعات معظمها فوق المحيط الأطلسي في رحلتها من اميركا الشمالية الى ذلك المطار الألماني .
غادر الركاب الطائرة واتجهوا الى اماكن متفرقة في أرجاء ذلك المطار الواسع ، كان  هو عليه ان يتجه الى القسم المشار اليه على تذكرة السفر ، انها طائرة الخطوط الجوية اللبنانية التي ستغادر الى بيروت بعد حوالي الساعتين من الآن وهو اختلطت عليه الأمور باختلاف الوقت بين كندا مكان سكنه وألمانيا حيث هو الآن ولبنان حيث سيكون بعد ساعات معدودة بين الأهل والأقارب والأصدقاء .
تم تفتيش حقائب السفر التي يحملها بيديه ومر على حواجز التفتيش المعدنية وطلب منه الشرطي الألماني إبراز جواز السفر فجلس الى الكرسي المجاور واحضر جواز السفر وأبرزه ولم يدري لماذا حضرت على باله أغنية جواز السفر للفنان اللباني المبدع مارسيل خليفة  ، ورّدد داخل نفسه آه من جواز السفر ودخل الى قاعة الانتظار للصعود الى الطائرة فإذا به يفاجئ بالفنان مارسيل خليفة نفسه وكانت صدفه غريبة فأخبره بأنه كان يتمتم بكلمات أغنيته جواز السفر وإذا به يفاجئ بصاحب الأغنية امامه مباشرة صدفة سعيدة استاذ مارسيل صافحه دردش معه قليلاً واتجه الرجلان كل في طريقه في رحلة سفر كل منهما الى وجهته .
عاد ثانية وكان عليه ان يخضع لإجراءات الأمن الألماني قبل الدخول الى صالون الانتظار الكبير حيث شاهد عبر الزجاج الكبير الطائرة اللبنانية جاثمة على أرض المطار والارزة الخالدة تُزّينها فيما انشغل العمال الارضيون بتهيئة  الطائرة إستعداداً للإقلاع الى وجهتها المقبلة بيروت .
كان المكان يّعج بالمسافرين المتجهين الى بيروت أيضاً ، جلس على كرسي في احد زوايا المكان ، انه نفس الدفتر ذو الأوراق البيضاء الذي يحمله معه في اي مكان ما في البيت ، المقهى ، وها هو معه في المطار  وسيّدون  بعض الكلمات هنا على ارض المطار وبعد ساعات قليلة وهو في الجو على ارتفاع آلاف الأقدام عن سطح الارض .
أراد ان يّدون ما يشعر به هذا القلب من أمور وشجون هذه الحياة الحالية الحاضرة وفي أي مكان كان .
وضع الدفتر جانباً بعد ان خّط عليه بعض الكلمات القليلة ومن نفس حقيبة اليد اخرج كتاب صغير الحجم وغرق في قراءة صفحاته الكثيرة والممتعة في آن   .
دقائق قليلة وقف قبالة الشباك الزجاجي المواجه تماماً للاوتستراد السريع في تلك المدينة الألمانية لمح شاحنة نقل كبيرة تسير بسرعة جنونية ، ترى ماذا يدور في عقل ذلك السائق الألماني   هذا  سأل نفسه  في تلك اللحظات  ؟؟
عاد الى مكان جلوسه السابق ، طلب الموظف الألماني عبر المذياع من جميع الركاب التهيوء للصعود الى الطائرة ، وقف وانتظر دوره بعد ساعات سيكون بين أهله سعيداً الى أبعد الحدود .
هذه  بعض من لحظات  حياته في غربته البعيدة المستمرة منذ  اكثر من عشرين عاما   وحتى يومنا  الحاضر  هذا  .
يا لتلك الغربة البعيدة والاليمة  في ان معا  .

                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          السبت   29            حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x