راندي والارملة الشابة الجميلة

راندي والآرملة الثرية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
على مدى السنوات القليلة الماضية من تاريخ بلوغه الخامسة والستين من العمر وإحالته إلى التقاعد ، اعتاد راندي على الحضور الى نفس ذلك المقهى الواقع في الطرف الجنوبي من المدينة الكندية التي ولد هو نفسه فيها منذ اكثر من سبعة عقود من الزمان .
على مدى الأسابيع والأشهر القليلة الماضية كان يلفت نظره منظر بدا انه غريب قليلاً ، سيدة شابة رائعة الجمال بعمر الورود وجمالها مميز وآخاذ الى ابعد الحدود تحضر الى ذلك المقهى في نفس الساعة من كل يوم تجر بيدها ذلك الرجل العجوز والطاعن في السن كما يشي منظره العام .
كان راندي يكتفي بتحية تلك السيدة كل يوم تقريباً وكانت هي في منتهى الذوق فتبادله التحية نفسها مع ضحكة خفيفة تزيد وجهها جمالاً واشراقاً كلما ابتسمت او أطلقت تلك الضحكة التي تكاد تكون مسموعة .
مّرت الايام والأسابيع واختفت تلك الشابة ولم يعد راندي يستأنس بذلك الوجه الجميل الساحر الذي اعتاد على رؤيته في كل صباح .
وصل راندي الى المقهى في صبيحة يوم باكر ومثلج وقارس ووقف في صف الحصول على قهوته المعتادة وحمل فنجانه وتوجه ليجد له مكاناً وفجأة لمح تلك الشابة وقد لبست السواد وبدت مطرقة حزينة فبادرها راندي وسألها اذا كان يستطيع ان يجلس معها على نفس الطاولة فرّدت بإشارة بطيئة من يدها ، فالتفت راندي حوله وقال لها : يبدو انك حضرت اليوم من غير والدك ، أليس كذلك ؟
رفعت رأسها صوب محدثها وقالت بكلمات حزينة تكاد تكون مسموعة انه ليس والدي ، انه زوجي !!
للحظات قليلة لم يستوعب راندي الموقف وحاول تبرير الموقف الذي وضع نفسه فيه عن غير قصد ربما ، فكانت  السيدة رقيقة في رّدها  الى ابعد الحدود وخاطبته بكلمات منكسرة حزينة وقلب طغى عليه الألم ، نعم انه زوجي وقد توفي قبل عدة أسابيع ومن يومها احّست ان حياتها انقلبت رأساً على عقب .
 فتقدم منها راندي بآحر التعازي وحاول معرفة ما الذي يدفع فتاة شابة وجذابة الى الارتباط برجل يكبرها بعقود كثيرة من السنوات ، ووجدت الفتاة نفسها تبوح لراندي ماذا يدور بخلوها  وبماذا تشعر في تلك اللحظات تحديداً ، وقالت انه الحب ، نعم لقد أحببت ذلك الرجل كما لم أحّب اي انسان من قبل انا اعمل محامية وعندي مكتب واسع الشهرة في المدينة ( هنا بدا راندي وكأنه استفاق على شيء ما ) وقال : ( يا آلهي منذ اللحظة الأولي التي شاهدت فيها وجهك وانا أقول ان هذا الوجه مألوف فانا أشاهد صورك في كل المجلات والجرائد وعلى شاشة التلفزيون أيضاً ) ، قالت له نعم انا المحامية المشهورة وعندما حضر زوجي الراحل الى مكتبي من اجل قضية ما تعلقت به وسألته انا اذا كان يريد الزواج مني !!
فقالت له  ان زوجها  الراحل نفسه اصيب بالدهشة من طلب تلك المحامية  الشابة والجميلة ايضا  .
آخر كلمة سمعها راندي من تلك الشابة نعم أحببته وسأبقى مخلصة لحبه الى آخر يوم في حياتي !!
غادر  راندي  مقعده  وهو  يفكر بالموضوع   وبدا انه اصيب بالدهشة  كما لم يصب  في اي وقت اخر من عمره  الذي  لامس  الثمانين عاما   تقريبا  .
                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء   10           أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x