رجولة

قالت له  وهو يهم بمغادرة المنزل   كما اعتاد   ان يفعل كل ليلة  لملاقاة اصدقائه  ، عليك ان تقضي معي ومع الاولاد   بعض الوقت   فهم يفتقدون لك  ودائما يسألون عنك  وانت على هذه العادة بالخروج  كل ليلة  لقضاء الوقت مع اصدقائك  وانا لا اعتراض عندي على الامر،   ولكن  خصص بعض الوقت فقط لاولادك الذين  يكبرون يوما بعد يوم وهم بحاجة لوجود الاب  الحاضن لهم قليلا ولو لمجرد السؤال  عن اوضاعهم العامة    دراستهم  ،  احوالهم بشكل عام  .

رد الزوج بعصبية ظاهرة وغير مبررة على  كلام زوجته الهادىء  والمنطقي  : انا اوكلت  لك هذه المهمة فأنت لا ينقصك اي شيء  البيت الفاخر والاثاث الانيق  والسيارة الحديثة فماذا تطلبين اكثر ؟؟؟

قالت وبهدوئها المعهود   : يا ابن الحلال  اعرف انك تتعب وتشقى في عملك من اجلنا  ولكن  أبقى في المنزل  وتابع  شؤون  اولادك  وساعدني قليلا في هذا الامر  فنحن جميعنا بحاجة الى وجودك بجانبنا ولو لبعض الوقت على الاقل .

رسم على وجهه  ابتسامة ساخرة من كلام زوجته  وقال الا تريدين مني ان اقوم بالاعمال المنزلية عنك ايضا  ؟؟

صرخ بأعلى صوته زمجر وتوعد وهدد  وصرخ بوجهها   : لم يبقى الا تعطيني امرأة نصائح ما يجب ان أفعله  ولا افعله في حياتي   ايضا  !!

خرج  الزوج من المنزل  واقفل الباب بطريقة  مجنونة  جعلت كل الاولاد يهرعون  لمعرفة ماذا حصل  في هذا السجال اليومي الذي  يكاد يكون يوميا  بين الام  التي تريد المحافظة على كيان هذا البيت  وترابطه  وبين الاب  الذي فهم الحياة على انها  عقلية مستبدة  وقاسية  ولا تعرف الرحمة  على الاطلاق  ولعلي ينطبق على ذلك الزوج  الحكمة القائلة :  انه لا يرحم  ولا يترك رحمة الله تعالى  تنزل عليه  .

هذا الرحل فهم الرجولة على انها ظلم للزوجة   وأهمال للأطفال   الذين هم بأمس الحاجة الى وجود  الاب معهم ولا سيما في مجتمع غربي   وغريب في ان معا  .

الرجولة الحقيقية   هي  عطف وحنان وليست  ظلم وقهر على الاطلاق .

                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .