زوجة ولكن
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
متعبا ومتقطعاً جاءني صوته الحزين عبر الهاتف كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلاً في ليلة باردة والرياح فيها على أشّدها .
أراد مني في تلك المكالمة أن أنقل معاناته كأنسان وأب عربي قست عليه ظروف الحياة وأعطته وجهها السوداوي والمظلم
  خاطبني  قائلا   :    كل ما أريده منك أن تنقل بكل أمانة ما سأقوله لك في هذه المحادثة الهاتفية واترك للأخوة والأخوات من القراء الكرام أن يحكموا على قضيتي المطروحة تلك .
بدأ حكايته بالقول : (( عندما قررت أن أتزوج وأبني عائلة صالحة قررت أن أذهب إلى الوطن الأم وأتعرف على فتاة تكون زوجتي المستقبلية وهو ما حصل عندما تّعرفت إلى ما أصبحت لاحقاً زوجتي وليتني لن أفعل !!
أحضرتها إلى هذه البلاد وكانت وحيدة لا تعرف أحد فقررت أن أكون لها كل شيء في غياب عائلتها أو هكذا كانت تّردد هي أمامي على الدوام .
المهم حققت لها كل ما كانت تطلبه ، منزل جديد اختارت هي الأثاث بنفسها وكانت تحصل على كل ما تطلب مني دون أي مانع يذكر   مني   ،  قالت أنها تريد أن تتعلم قيادة السيارات وكان لها ما أرادت وأختارت هي بنفسها سيارة حديثة فأشتريتها لها فقد كان وضعي المادي ممتاز وأنا أملك شركة تتعاطى التجارة على أنواعها وكان الربح المادي كبير جداً ولله الحمد .
مٍّن الله تعالى علينا بأربعة أطفال وكانت مهمتها الوحيدة هو الاعتناء بهم على أن أهتم أنا بأمور الشركة واتعاون معها في كل ما يرتبط باولادنا وأمورنا العامة وكنت حريص على أن استمع إلى رأيها على الرغم من اني لاحظت ومنذ أيامها الأولى في هذه البلاد شدة تبذيرها للأموال وشرائها أي شيء يعجبها حتى ولو لم تكن بحاجة اليه ، وكان حبي الكبير لها يمنعني من أن أطالبها بوقف هذا التبذير غير المبرر حتى ولو كنت أملك المال الوفير من تجارتي .
في أحد الايام ذهبت هي إلى أحد معارض السيارات واستبدلت سيارتها الجديدة باخرى أكثر تطوراً كما قالت وهو ما يرتّب عّلي أعباء مادية إضافية والاهم من كل ذلك إنها لم تبلغني بل أخذت معها صديقة لها كنت أعرف أن لتلك السيدة تأثير قوي على زوجتي وهي تؤثر عليها وعلى كل قراراتها بشكل غريب فرضخت مرة ثانية للأمر الواقع والسبب أيضاً حبي لها .
في أحد الأيام حصل ما كنت أخشاه على الدوام وخسرت في تجارتي خسارة مادية فادحة لم استطع معها أن أصمد فكانت الضربة القاضية لي والتي سبقتها عدة خسارات متتالية والتي لم أخبر زوجتي بها حتى لا أزعج لها مزاجها فقررت أن افاتحها للمره الأولى عن خسارتي كل شيء وأثناء حديثي معها وبدلاً من ان أجد الزوجة الحقيقية التي تقف إلى جانب زوجها في أزمته المالية انتفضت وقالت انها لا تهتم لهذا الأمر ما تهتم إلي فقط هو المحافظة على صورتها الحاضرة أمام المجتمع ككل وخصوصاً صديقتها هكذا ذكرت لي بالحرف الواحد !!!
شعرت في تلك اللحظات أنني كنت مغفل والمرأة التي أختارتها زوجة لي وعندما قسى عليّ الدهر وقفت إلى جانب الدهر وتناست كل السنين الطويلة التي قضيناها سوياً وانجبنا هؤلاء الاولاد .
ازاحت زوجتي يومها عن وجهها قناع كاذب كان تلبسه وطلبت مني أن أنسى يوماً أنني عرفتها وقد استحوذت على المنزل بعد أن وضعته باسمها في لحظة ضعف أمامها وعرفت لاحقاً أنها تمتلك حساب مصرفي خاص بها فيه الآلاف من الدولارات التي كانت تأخذها من حسابنا المشترك في البنك ، نعم لقد سرقت مني كل شيء !!
والآن أنا مجرد إنسان متشرد هائم في الدنيا أقطن في غرفة صغيرة بعد أن خسرت كل شيء في هذه الحياة الشركة والأموال والمنزل والزوجة والاهم من كل ما تقدم هو اني خسرت أولادي بعد أن اقنعتهم زوجتي أنني السبب في كل ما حصل لي ظلماً وعدواناً !))
إنتهت عند هذا الحد مكالمة الرجل وأنا أترك الأخوة والأخوات من القراء الكرام التعليق على هذا الأمر ، والله الموفق !!
مأساة   جديدة  من  ماسي الاغتراب  االذي نعيشه  والاهم ان الاباء  ياكلون الحصرم ووحدهم الابناء  يضرسون  .
 
 
 
 
 
 
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
 
                                              علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                            الاربعاء  7         أب                2013
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x