سراب
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
عندما تّقدم مجيد للزواج من سراب وجدت فيه الشاب اللطيف المؤدب الذي ينتقي احلى وأجمل الكلمات لُيُعّبر لها عن أعجابه وحبه لها وبالتالي قبلت به زوجاً لها ولم تكن تلك الأنسانة الطيبة والرقيقة الى أبعد الحدود تعرف ان الأقدار تخبئ لها أشياء ومفاجأت لا تُعٌد ولا تحصى .
عندما انتقلت سراب إلى منزلها الزوجي لاحظت ومنذ الأيام الأولى أنها أمام شخص غريب التصرفات وهو بالتأكيد مختلف تمام الاختلاف عن مجيد ، ذلك الشخص الذي أحبّته وأعطت له قلبها وكل أحاسيسها ومشاعرها الصادقة فهو يفرض عليها أمور غريبة وعجيبة  ،  وهو يتّدخل في كل شاردة وواردة  .
 وحتى وهو في عمله كان دائم الاتصال بالمنزل ولا هّم له الا أعطاء الأوامر لزوجته أريدك ان تفعلي كذا ،  ولا تفعلي هذا حتى أحال حياة زوجته الى ما يشبه الجحيم ولم تعد تستوعب سراب ماذا يحصل لها ولماذا تحصل هذه الامور أساساً ومن من ؟ من زوجها المفترض انه يُشّكل لها مساحة أمان وهدوء أو هكذا ظّنت أو خُيّل إليها .
أنجبت سراب طفليها الأول والثاني وظّنت ان سلوك ومعاملة زوجها لها ستتغّير قليلاً لان مسؤولياتها اصبحت اكبر فهي مسؤولة عن كل أمور المنزل ولم يرضى أبداً ان تزاول اي عمل مع انها تحمل شهادة جامعية وبإمتياز أيضاً ، الا انه كان يرفض الخوض بهذا الموضوع جُمّلة وتفصيلاً فلم يكن أمامها من حّل سوى الرضوخ لمطالبه وقد أدركت بما لا يقبل الشك ان حظها العاثر أوقعها في قبضة زوج لا يرحم ولا مكان لأي شفقة في قلبه على الإطلاق .
اعتادت سراب على الاحتفاظ بدفتر صغير الحجم تدّون عليه بعض الخواطر والقصص القصيرة التي كانت تستمتع بكتابتها دون ان تنشرها في اي مكان بل كانت تّدون ما يدور داخل نفسها البشرية من أمور وأشياء خاصة وهذا الدفتر تحديداً تحتفظ به منذ سنوات طفولتها الأولى وهي تحمله معها اينما ذهبت خوفاً عليه من ان يضيع وبالتالي تفتقد تلك اللحظات الجميلة وما تدونه على ذلك الدفتر دوماً .
كان زوجها يستهزئ بها وبما تكتب في ذلك الدفتر الصغير ولم تكن تعتقد في أسوأ الاحوال ان يؤدي جنون زوجها وأنانيته بان يقدم على البحث عن ذلك الدفتر وإحضاره امام زوجته وان يعمد الى تمزيقه بطريقة وحشية ورغم توسلات زوجته ودموعها التي انهمرت على خّديها أصبح ذلك الدفتر الصغير التي احتفظت به منذ سنوات طويلة اصبح أثراً بعد عين والأكثر من ذلك وحتى يطمئن ان زوجته لن تعيد أعادة جمع الأوراق الصغيرة التي تناثرت في كل أرجاء المنزل عمد هو الى جمعها وأحرقها أمام عينيها ليتأكد من أنه قضى على أي امل لها بإعادة جمع حتى الأوراق الصغيرة .
بكت سراب كما لم تبكي من قبل لم تفعل اي جرم أو شيء يٌسّبب كل هذا الحقد والانتقام من زوجها بحقها ولكنها أدركت ان زوجها إنسان جاهل وعنده عقدة النقص في ان يرى زوجته وقد كتبت عدة خواطر تحتفظ بها لنفسها .
تعيش سراب أيامها ولياليها بكل حزن وألم وهي تنظر إلى طفلين أنجبتهما من أب أقل ما يقال فيه أنه أناني وقاسي القلب والضمير .
كان الله في عون سراب   وحياتها التي أضحت جحيم لا يحتمل   ولا يطاق على الاطلاق     .
 
 
 
 
 
 
 
 
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
 
                                              علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                            الاحد  11         أب                2013
 
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x