شؤون وشجون المرأة العربية

شؤون وشجون المرأة العربية
بقلم : علي إبراهيم طالب
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد – 2051
الجمعة 23 شباط 1996
مما لا شك فيه ان الحديث عن المرأة العربية بشكل عام هو حديث عن هذه الأنسانة المميزة  والعزيزة الى ابعد  الدرجات    ، احيانا اذا ما قارنا بين هذه المرأة العربية في مجتمعنا الشرقي بشكل عام والمرأة في هذا المجتمع الغربي الذي نعيش فيه  ، قد نجد  بعض الاختلاف   في امور عدديدة  في النظرة الى بعض الامور  عامة  .
 في بداية الأمر المرأة العربية اول ما تتميز هو تمتعها بالحياء والخجل احيانا في تعاملها مع المجتمع مما يفرض على الجميع التعامل مع هذه الانسانة بمنتهى الذوق والاحترام   ،  بينما نجد العكس تماماً في هذه البلاد إذ احيانا تواجه نساء أو فتيات يتمتعن بصراحة مطلقة قد تصل في بعض الاحيان الى حد الوقاحة    ،  وهو  امر يبدو  انه عادي  جدا في مجتمع  منفتح  كهذا المجتمع الغربي  هذا   الذي  يعتبر  الحرية  المفتوحة  الى ابعد الحدود  احدى اهم اركانه   بشكل عام  .
والحديث عن المرأة قد يقودنا الى الحديث عن المرأة العاملة  بشكل  عام  ،   فهنا تجد المرأة قد نزلت الى ساحات العمل وعملت أحياناً في أعمال قد تطلب مجهودات إضافية بالنسبة لتركيبة جسم المرأة بشكل عام ،  فنراها هنا في  بلاد الغرب تعمل في مصانع السيارات ومصانع المعادن الثقيلة بالإضافة الى  تبوأها   المناصب والمراكز العليا   في  عدد كبير ومنوع من   هذه الحياة  .
 نحن كعرب لا نزال ننظر الى عمل المرأة على انه شيء غريب عنا أو معظم الشعب العربي عنده هذا التفكير   ، ويبدأ السؤال هل يجب ان تعمل المرأة ؟ هل المرأة وجدت فقط لأنجاب الاطفال وتدبير المنزل ؟ هل ؟ وهل ؟
كلها أسئلة تظل دون جواب واضح وصريح   وبحاجة    لمناقشة صريحة   الى ابعد الحدود  .
كنت ازور احد الاصدقاء   عندما  ارادت صاحبة المنزل ان تعرف رأيي   عن بعض الامور  ولا سيما مسألة النظرة الى المرأة العربية   يشكل  عام   ، وهو   امر  مهم  وتريد ان تسمع  راي الرجل العربي   عن مسائل تتعلق  بشؤون المراة وشجونها   وقد  أخذت  صاحبة المنزل  دفة الحديث  وقالت ما يلي  :
  ( ما ألاحظه هنا في مجتمعنا العربي على صعيد الجالية العربية بشكل عام اجد ان نسبة  من النساء العربيات يلازمن منازلهن ولا يعملن خارج المنزل قد تقول بعضهن ان العمل في المنزل يأخذ منها الوقت الكافي طيلة النهار من طبخ  وكوي  وغسيل وأمور ومتطلبات كل منزل    ،  انا لا اعترف بهذه المبررات   ( والكلام لا يزال لتلك السيدة )   فيجب ان تكون المرأة حاضرة في كل ميادين هذه الحياة قاطبة   )   .
في الحقيقة  اني  اجد بالمقابل ان عدد كبير من  النساء العربيات قد نزلن الى ساحات العمل وعملن في اي عمل شريف يؤمن لهن ولعائلاتهن العيش الحر والكريم وبالمقابل فهن امهات وبالتالي مسؤولات عن منازلهن فيعملن خارج المنزل كل في نطاق اختصاصها  ، وقد نجد احيانا كثيرة ان بعضهن يعملن خارج نطاق اختصاصهن ، المهم أنهن يعملن وبالتالي عندما تحضر المرأة العربية العاملة الى منزلها تعمل في منزلها الأعمال المنزلية التي يحتاجها كل منزل .
اني احترم هذه المرأة التي ربما تجاهد الى جانب زوجها وتشاركه كفاح العمل سواء في هذه البلاد أو في بلداننا العربية الام   ، وفي حالات   كثيرة  قد تواجه   المرأة العربية  واقع  وفاة الزوج او في حالات الطلاق  ووقوع مسؤولية  كبيرة  على الام نفسها  في حالة تربية الاولاد   فتصبح  هذه  الام  بين ليلة وضحاها   بمثابة الام والاب في نفس الوقت بالنسبة لهذه العائلة    والامثلة على هذا الامر كثيرة وعديدة .
  عادت  تلك السيدة لتمسك  دفة الحديث  في  سهرتنا  تلك  لتقول  :   (  ما يؤلمني ويحز في نفسي هو ان بعض النساء العربيات هنا يقضين معظم أوقاتهن اما امام شاشة التلفزيون واما على الهاتف لمعرفة اخر الأخبار من نساء أخريات وقد يطول الحديث على الهاتف احيانا لساعات وساعات هذا الأمر مؤسف ومؤلم حقاً ، ان إضاعة وهدر الوقت بهذه الطريقة هو شيء محزن حقاً ، وليس عيباً على الإطلاق ان تنزل المرأة العربية الى ميدان العمل بل العيب حقاً هو ان تبقى هذه المرأة في دوامة إضاعة الوقت الذي هو من الاشياء الثمينة التي لا نعمل لها اعتبار بشكل عام   )   .
   قالت  سيدة اخرى من حضور تلك السهرة    :  (   أرجوا أن لا يفسر كلام   هذه السيدة الكريمة  على انه تحدي للمرأة العربية غير العاملة فهناك نساء عربيات يفتخر الانسان بهم وصلوا الى مراكز عالية ومرموقة في المجتمع وأحب ان   أشير إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضاً على بعض الرجال العرب هنا إذ تلاحظ ان رب المنزل المفترض به ان يؤمن قوت عياله بتعبه وعرق جبينه تراه جالساً في المنزل وعاطل عن العمل يرضى بما تقدمه له الحكومة من مساعدات اجتماعية لا تسد رمق ولا تغني عن جوع ، العمل هو شرف المرء وسلاحه امام صعاب وشؤون هذه الحياة التي نحياها يومياً  ، لهذا الرجل اقول  ( والكلام لا يزال للسيدة الثانية  )   قم من مكانك  وتحرك وأسعى في  رزقك ورزق عائلتك  ولا تتكل على مساعدات الدولة التي لاتغني  ولا تسمن من جوع   )  .
 قد تكون الظروف أحياناً ضد طموحات المرء فيجد صعوبة في إيجاد عمل لا سيما في كندا التي تبلغ معدلات البطالة فيها نسبة عالية جداً ولكن على الرغم من كل ذلك يجب علينا ان نسعى لتدبير أوضاعنا وتنشئة أجيالنا التي تولد في هذه البلاد تنشئة وطنية صالحة نعلمهم حب الارض ونعلمهم اللغة العربية حتى لا يصبحوا غرباء عن ثقافتهم وأرضهم ولغتهم .
اني اقدر دور المرأة العربية التي عليها مسؤوليات جسيمة سواء في الوطن العربي أو هنا في بلاد الغربة  ، ولكن أظن ان الأمر هنا اصعب بكثير لاختلاف المجتمع الغربي ونمط الحياة هنا عن الحياة التي كنا نعيشها في بلداننا العربية قبل حضورنا الى هنا..
اعرف نسبة عالية جداً من الشباب والشابات العرب الذين وصلوا الى مستوى علمي عالي والى تحصيل جامعي ولكن للظروف المعروفة بعدم توفق اي شخص بالحصول على العمل الذي يناسبه فهنا تجد الشباب العرب وقد عملوا في شتى المجالات على محطات البنزين وكسائقي سيارات الأجرة وفي شركات التنظيفات  وكم  سمعنا  عن اناس  كانوا   يتمتعون  بمراكز عليا في  بلادهم    وحضروا الى هنا ليرضوا باي عمل  اللهم الا القليل   ممن يلعب الغرور في  عقولهم   ويجعلهم  يظنوا ان  الشمس  ما كانت لتشرق كل صباح الا من اجل خاطرهم    !
 العمل الشريف والكريم هو مطلب كل انسان حر يبتغي الحياة الكريمة والآية الكريمة واضحة وصريحة { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } صدق الله العظيم .
تحية من القلب الى كل يد عاملة تستحق الإعجاب والتقدير من المجتمع ككل ، هذه اليد التي تجني الثمار من العمل الحلال وتبتعد عن كل ما هو حرام ومؤذي  ، اليد العاملة التي يحبها الله تعالى على الدوام  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                        السبت   8    حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x