صابر وحكمة والده الراحل الحبيب
صابر وحكمة والده الراحل الحبيب
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور كندا
الحوادث لندن
بريطانيا
العدد / 2680
14 آذار / 2008
فتح صابر عينيه على هذه الحياة على صورة والده العامل والمجاهد في سبيل عائلته على الرغم من قساوة الحياة ومعاندتها للأناس الشرفاء الذين يمتحنهم الله تعالى في كل مجالات هذه الحياة .
شاهد صابر وهو طفل صغير كيف انتفض والده الراحل على صاحب العمل الجشع عندما كان يمنن العمال عنده بان مصنعه وإنتاجه لا يكفيان المصاريف وأجور العمال ، فقد كان صاحب العمل ذلك يكذب فكل العمال يعملون بكل جد ونشاط وأمانة ومنهم والد صابر ، ولكن ماذا تقول عن الطمع والجشع عن بعض الناس .
وقف والد صابر يومها ودافع عن حقوق العمال الفقراء المساكين الذين وجدوا فيه المدافع المخلص والصادق عن حقوقهم وحقوق عائلاتهم بالعيش الحر والكريم .
عندما يتذكر صابر ذلك الموقف الشريف لوالده الراحل ( طيب الله ثراه ) يدرك بما لا يقبل الشك واليقين انه كان انسانا بكل ما لهذا الكلمة من معاني وقيم خالدة تجعله يدافع عن المظلوم والمقهور بوجه أي ظالم ومتجبر مهما بلغت قوته وطغانه وجبروته .
كان والد صابر مستعد ان يترك العمل في ذلك المصنع ويفتش عن عمل اخر ولكنه اثر البقاء ولو بأجر متواضع من اجل بقية العمال المساكين .
وعلى الرغم من مرور عشرات السنين على ذلك المشهد فإن صابر يشعر بالفخر والكبرياء والعزة لموقف والده يومها على مبدأ ان الحياة أعطيت للأنسان ليكون حراً عزيراً وليس ذليلاً وتابعاً .
أنه الموقف السلاح بوجه كل ظالم ومتكبر .
يتذكر صابر ان مقاوماً شريفاً من وطنه قالها يوماً : الموقف بحد ذاته سلاح ، والمصافحة ( مصافحة العدو ) اعتراف ، والعدو هنا يمكن ان يكون العدو الخارجي وعدو الداخل ايضا وهو كل ظالم وحاقد وطماع .
الف رحمه ونور على والد صابر الذي رحل عن دنيانا هذه فقد علمه ان الحياة بأسرها تختصر بوقفة العز والشرف ، بالامس واليوم وحتى اخر يوم في هذه الحياة .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
الاربعاء 31 تموز 2013
Spread the love