صابر ومرارة المرض

صابر ومرارة المرض
بقلم : علي إبراهيم  طالب
وندسور    كندا
تكمن  أصعب  اللحظات الإنسانية في حياة أي كائن بشري عندما يعلم انه مصاب بمرض خطير أو عضال يتّطلب هذا الأمر منه العلاج الطويل والمتعب الى أقصى الحدود .
في حالة صابر عندما ابلغه الأطباء بأنه مصاب بنوع من سرطان الغدد الليمفاوية  لم يكن الأمر ليمر مرور الكرام لولا الإرادة الصلبة والفولاذية التي خّصها به الله تعالى لمواجهة هذا الأمر الخطير والجلل ، وذلك  بكل روح ونفسية هادئة وعاقلة الى كل الدرجات التي على المرء ان يكون واقعياً فيها ولا سيما في حياتنا الصاخبة والمتلاحقة هذه ، والذي لا يعرف اي شخص منا على مسرح هذه الحياة ماذا تخبئ ألايام والمستقبل له .
نتحدث هنا عن مرض كبير وخطير في آن معاً انه ( السرطان ) ابّعده الله تعالى عن كل أبناء البشر ولا سيما من يقرأ هذه الكلمات من قارئات وقراء كرام بحيث لا نستطيع من خلال نشأتنا في واقع عربي لا يذكر هذا المرض بالاسم بل يقال عن الشخص المصاب بالمرض عنده ( ذلك المرض ) أو ( المرض الخبيث ) وهو أمر مبرر ربما وحتى يحصل في هذه البلاد أيضاً فالإنسان بالنهاية هو إنسان واحد له نفس المشاعر والأحاسيس الإنسانية وان اختلفت الطبيعة وطريقة العيش والبلاد نفسها .
المهم مما تقّدم ان صابر قّرر مواجهة أمر المرض بكل قوة وشجاعة واعتبر انه كالمصارع على حلبة الملاكمة الذي لا يواجه مصارع عادي  يشبهه  بالوزن والحجم ،  بل هو امام مصارع من نوع آخر وزنه ربما الآلاف من الكيلو غرامات وحجمه من النوع  المرعب والرهيب الى أبعد الحدود والتصورات التي ممكن لأي إنسان عادي ان يتخيلها .
يكتب صابر هذه الكلمات يوم السبت الموافق في 18 تشرين الأول للعام 2008 وحياته في الأشهر الثمانية الماضية أصبحت عبارة فقط  عن الذهاب إلى المستشفيات ومختبرات فحص الدم وقسم الأشعة والصور الصوتية والاهم من ذلك هو ذهابه الدوري الى قسم علاج السرطان في تلك المدينة الكندية لكي يخضع للعلاج الكيميائي المعتاد لتلك الحالات هو يعلم ان تغييرات كثيرة حصلت له في الأشهر الماضية ولعل أبرزها انه فقد شعر رأسه نتيجة خضوعه للعلاج ولكن كل تلك الامور التي تّقدمت لم تستطيع ان تزحزح ولو قيد أنملة إيمانه الكبير بالله تعالى وعظمة ذلك الخالق الكريم الذي يختار نماذج مُعّينة من الناس بابتلاء أو مرض مُعّين ليرى مدى صبر وقدرة هذا الكائن البشري على تحمّل الألم والمرض والليالي الصعاب  .
وهنا يعتقد صابر ان الإنسان الحقيقي يظهر بصورته الحقيقية في الخضوع لهذه التجربة الصعبة والغير عادية وتكمن قدرة المرء على الوقوف صامداً صلباً امام هذا الحدث الذي يُغّير حياة الإنسان رأساً على عقب وعلى المرء نفسه ان يختار فهو يقف امام مفترق طرق  كبير  ومتنوع    فاما الانهيار والخضوع امام المرض وقسوته والآلام الناتجة عنه  ، او سلوك طريق المواجهة القوية للمرض والقول حسناً انا أُصبت بالمرض وهذه ليست نهاية الحياة والآن هو وقت المواجهة والصبر على كل الاَلام والأوجاع .
تستمر مسيرة الحياة مع صابر ، قانعاً بحياته محتسباً كل خطوه من خطوات حياته في مرضه هذا قربة إلى الله تعالى ، انه نعم الرب القادر الرحيم .
كلمة واحدة ومميزة ترافق صابر في رحلة مرضه الكبير  تلك  ولا ينفك  يرددها صبحة وعشية وفي كل لحظة من لحظات حياته وعلى مدار الساعة   وهي  :
الحمد لله دائما وأبدا  .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الخميس   29                 أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x