صابر ومعاناة الأشقاء

صابر ومعاناة الأشقاء
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
رقم العدد – 2090
الجمعة 22 ت٢ 1996
المعاناة  ، الالم ، عشق التراب ، الإحساس الشديد بالغربة واستياء وأمور كثيرة كانت تجول في رأس صابر .
ومنذ اللحظة الأولى التي وطأت بها قدما صابر ارض هذه البلاد على الرغم من انه حضر الى هنا مهاجراً ويحمل أوراقا قانونية  ، ولم يكن أبداً تراوده أن يحضر الى هنا لاجئاً ليطعن بلاده ويذم في اهله وشعبه مثلما يفعل  بعض الناس ومع الأسف الشديد النسبة الكبيرة من  بعض الشباب العرب الذين يصلون الى هنا وتبدأ مفبركة قصة من الخيال عن الاضطهاد والجوع والعيش المر الذي يعيشونه في بلادهم ، وكله في سبيل تحضير سيناريو قصة وهمية للحصول على الأوراق القانونية وقبولهم بصفة لاجيء سياسي في كندا !
انا لا انكر ان البعض  ربما يعاني الظلم او الاضطهاد  في وطنه   لسبب ما  ، ولكن هذا  الامر لا يبرر  لأي انسان  ان  يختلق الاكاذيب بحق  شعبه وأهله  ولو كان الثمن  اي  بطاقة اقامة   ومن اية دولة كانت  .
كان صابر يقول ويصر على انه ليس من العدل والحكمة ان نطعن باوطاننا مهما كانت الظروف والحالات التي يضطر بموجبها الانسان الى مغادرة وطنه في ظروف مختلفة .
كانت الأجواء رمضانية في رحاب شهر رمضان المبارك ، ولم يكن اي شيء طبعاً يوحي بوجود هذا الشهر هنا وأحس صابر بالغربة مجدداً فقد تعود ان يقضي شهر الصيام والمغفرة بين الاهل والأحباب في وطنه الحبيب لبنان ، وكان يحلو له ان يذهب بسيارته ليتجول في الشوارع ويرى الفرحة تعلو على الوجوه فيما تعلو من المآذن الأدعية والصلوات التي تمجد الباري عز وجل في هذا الشهر الفضيل الذي انزل فيه القرآن ويعتبر شهر الخير والبركة والعافية .
كان على صابر ان يعتمد على الامساكية المكتوبة لمعرفة مواقيت الإمساك والافطار والصلاة ، وفي كل ليلة ولحظة الإفطار كانت زوجة صابر تحضر الطعام ويجلس الجميع على مائدة الإفطار وينظر صابر الى الطعام ويتذكر بانه سمع في الإذاعة بأن آلاف العائلات اللبنانية والفلسطينية والعربية بشكل عام تعيش دون مستوى الفقر ، ويبدأ صابر بالتفكير كيف يحلو لنا ان نأكل ما لذ وطاب من الطعام فيما عائلات عربية كثيرة قد لا تجد الأدنى من الطعام ولا سيما في شهر رمضان المبارك وتبدأ الأسئلة تزداد وتلح في ذهن صابر هو شارد التفكير ويتمنى لو ان الأمر بحاجة الى كبسة زر لكي يجد الحلول المناسبة لهذه العائلات التي تعاني ما تعاونية من شظف العيش والقلة .
تذكر صابر المعاناة في كل مكان « أخوة لنا في الدين والإنسانية يتعذبون ويعانون الاحتلال والظلم » هكذا يظل يردد صابر في مجالسة ، في الشيشان حيث الحصار والقصف والموت ،  في البوسنة حيث يعاني المسلمون برودة الطقس والثلوج وصمت الضمير عن معاناتهم اليومية الصعبة ، في فلسطين المحتلة حيث يسقط الشهداء برصاص الجنود الصهاينة وتكون دماؤهم الطاهرة برسم عملية السلام !
ويحدثونك عن السلام على انقاض دماء الشهداء المظلومين  والابرياء  .
ويعود صابر الى الهم الذي لا يفارق مخيلته على الإطلاق معاناة الجنوب اللبناني المقاوم الذي يقاوم بإرادة وإيمان شعبه كل تكنولوجيا الحرب الصهيونية من أسلحة الدمار المحرمة دولياً ، الى القذائف المسمارية التي تمزق أجساد المواطنين الابرياء ولكن لله الحمد المقاومة بالمرصاد وهي ترد الصاع صاعين مثلما يقولون في الأمثال الشعبية   .
 وفي هذه العجالة لا ينسى صابر ما يعانيه شعب العراق الشقيق من مأسي نتيجة لحصار المفروض منذ اكثر من 4 سنوات والذي لا يصيب الا الشعب البائس المسكين الذي تحول بمعظمه الى مجرد باحث عن لقمة العيش والدواء المناسب بعد تفشي الأمراض وموت الأطفال بشكل مأساوي ومروع كل هذه الامور مجتمعة كانت تقف امام مخيلة صابر على الدوام تشعره بمعاناة الاهل والأخوة والأشقاء في كل مكان من ارض هذه المعمورة الواسعة .
كان امل صابر كبير بالله تعالى ويظل يدعوا ويردد الدعاء الى الباري عز وجل ان يزيح هذه الغيمة من فوق الأمة العربية والإسلامية انه سميع مجيب الدعوات ،انه على كل شيء قدير  .
 ان الله سميع بصير ،  وان غداً لناظره قريب .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الاربعاء  12     حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x